رد: أكتب نصيحه لمن بعدك وللجميع
كل شيء متعلق بالإنسان أمانة في عنقه :
الآن من حولك، من حولك أمانة في عنقك، هناك أب يحسن تربية أولاده وأب يضيع، الذي ترك ابنه هملاً، والذي أطلق لابنته العنان، والذي لم يرع أسرته، هذا ضيع الأمانة، الأبوة مسؤولية، والزوجة أمانة عند الزوج، والأولاد أمانة عند الأب، انتقلنا من نفسك التي بين جنبيك إلى أهلك الذين حولك، إلى حرفتك التي ترتزق منها هي أمانة، وما أوسع المفارقات في الحرف، فبينما ينمو الغش على قدم وساق وبينما يكون النصح بشكل مدهش.
البارحة أخ من أخواننا المحامين قال لي: إذا جاءك موكل وتعلم أنت علم اليقين أن دعواه خاسرة لأنه ليس معه وثيقة إطلاقاً، والقانون لا يقبل إلا بوثيقة والدعوى خاسرة لو تسلمها أكبر محامي، فلمجرد أن تقول: أنا أربحها لك وأعطني دفعة مقدمة فقد خان هذا المحامي الأمانة.
والمريض الذي يأتي إلى الطبيب لمجرد أن يعلم الطبيب أن هناك طبيباً أقدر على معالجة المريض منه ويبقيه عنده ولا يدله على من هو أقدر منه في المعالجة فقد خان الأمانة، وسع الموضوع، وسع في الحرف كلها، في التجارة والصناعة والزراعة، هذا الذي يشتري منك هذه الفاكهة أو هذه الخضرة هذه أمانة، قد تعطي هذا النبات الهرمون المسرطن تنمو الحبة نمواً رائعاً وتعطي لوناً رائعاً تبيعها بسعر مرتفع ولكن على حساب صحة الناس.
الموضوع واسع جداً قد تنشئ معملاً للثلج فنوع المياه التي تستعملها أمانة، إما أن تستعمل مياه نظيفة أو مياه آبار ملوثة، فإذا استعمل هذا الثلج في الشرابات انتقلت هذه الجراثيم إلى الناس، والله الذي لا إله إلا هو أكاد أقول لكم ما من حركة ولا سكنة ولا موقف في الحياة إلا ويتصل بهذه الآية، نفسك أمانة يجب أن تعرفها بالله، نفسك أمانة يجب أن تحملها على طاعة الله، نفسك أمانة ينبغي أن تزكيها، نفسك أمانة يجب أن تصطبغ بصبغة الله، نفسك أمانة يجب أن تعرفها بسرّ وجودها وغاية وجودها، وزوجتك أمانة، وأولادك أمانة، أولاد أخوك أمانة، وجيرانك أمانة، وإخوتك أمانة انصحهم، وزملاؤك في العمل أمانة، لا تعبأ بانحرافهم بل دلهم على الله بلطف ورقة، ثم حرفتك أمانة. ﴿ بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ ﴾
[ سورة القيامة:14-15]
|