رد: أكتب نصيحه لمن بعدك وللجميع
لا إيمان لمن لا أمانة له :
لذلك الآيات التي وردت في الحديث عن الأمانة والحض على أدائها كثيرة، قال تعالى الآية ذكرتها قبل قليل: ﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ﴾
[ سورة الأحزاب: 72 ]
والآية الأخرى:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾
[ سورة الأنفال: 27 ]
النبي عليه الصلاة والسلام يقول:
(( لا إيمان لمن لا أمانة له ))
[أخرجه أبو يعلى والطبراني عن أنس بن مالك]
ذكرت البارحة مع بعض الأطباء أحياناً طبيب ناشئ يعين في قضاء في ناحية كطبيب شرعي، وتأتيه قضية إذا كتب الوفاة طبيعية يأخذ خمسة ملايين ليرة، وإذا كتب الوفاة جنائية لا يأخذ شيئاً إلا أن علمه أمانة، فلو كتب خلاف الواقع خان الأمانة، دققوا بأي كلمة وأي حركة تخون الأمانة ولاسيما في غش البضاعة، وفي الإعلان عنها، وفي تزويد مواصفاتها، وفي معاملة الناس، قال له: افتح البطن وأخرج له السرطان وخذ خمسة وعشرين ألفاً وإن كان ميئوس من شفائه، سرطان من الدرجة الخامسة ومنته، وليس هناك أمل من الشفاء، هذا خان الأمانة، كلفت المريض بعشرة تحاليل وأنت بحاجة إلى واحد والتسعة مناصفة بينك وبين المحلل خنت الأمانة، حتى في المساحات ركبت منجور مسح، المنجور أمانة، حتى الحسابات، حتى في الحسومات، كل شيء أمانة.
|