رد: أكتب نصيحه لمن بعدك وللجميع
عدل عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
قرأت أن سيدنا عمر أقام الحد على أحد أولاده، وقال له: حينما تلقى وجه ربك قل: إن أبي أقام عليّ الحد، وسيدنا عمر كان إذا أراد أن ينفذ أمر دعا أهله وخاصة أمره وقال: إني أمرت الناس بكذا ونهيتهم عن كذا، والناس كالطير إن رأوكم وقعتم وقعوا، و أيم الله لا أوتين بواحد وقع فيما نهيت الناس عنه إلا ضاعفت له العقوبة لمكانه مني، قال العلماء: فصارت القرابة من عمر مصيبة.
رأى مرة إبلاً سمينة في الطريق قال: لمن هذه الإبل؟ قالوا: هي لابنك عبد الله فغضب وقال: ائتوني به، فلما جاؤوا به قال: لمن هذه الإبل؟ قال: لي، ماذا فعلت اشتريتها بمالي، وبعثت بها إلى المرعى لتسمن، فماذا فعلت؟ وأين الخطأ والمعصية؟ قال له: ويقول الناس ارعوا هذه الإبل فهي لابن أمير المؤمنين، اسقوا هذه الإبل فهي لابن أمير المؤمنين، وهكذا تسمن إبلك يا بن أمير المؤمنين، فقال له: بع هذه الإبل وخذ رأسمالك وردّ الباقي إلى بيت مال المسلمين.
مرة اشتهى اللحم فخاطب بطنه قائلاً: "قرقر أيها البطن أو لا تقرقر فوالله لن تذوق اللحم حتى يشبع منه صبية المؤمنين".
مرة جاءته هدية من عامله على أذربيجان وهو في المدينة، وأذربيجان في الاتحاد السوفيتي سابقاً قبل أن يتفكك، فتح الهدية طعام نفيس وضع لقمة في فهمه ثم استدرك فقال: يا هذا أكل عندكم عامة المسلمين من هذا الطعام؟ قال: لا، هذا طعام الخاصة، فلفظها من فمه ووبخ الوالي وقال: كيف يعنيك أمر المسلمين إن لم تأكل مما يأكلون؟ وقال: أعطوها لفقراء المدينة فحرام على بطن عمر أن يأكل طعاماً لا يأكله فقراء المدينة.
وضع أمامه لحم من جزور وقدمت له قطعة من سنام الجزور وهي أطيب ما في الجزور، فبكى وقال: "بئس الخليفة أنا إذا أكلت أطيبها وأكل الناس كراديسها".
ومرة سأله أحد الولاة قال: إن أناساً قد اغتصبوا مالاً ليس لهم لست أقدر على استرجاعه منهم إلا أن أمسهم بالعذاب، فإن أذنت لي فعلت؟ قال: يا سبحان الله أتستأذنني في تعذيب بشر وهل أنا لك حصن من عذاب الله؟ وهل رضائي عنك ينجيك من سخط الله؟ أقم عليهم البينة فإن قامت فخذهم بالبينة، فإن لم تقم فادعهم إلى الإقرار، فإن أقروا فخذهم بإقرارهم، فإن لم يقروا فادعهم إلى حلف اليمين فإن حلفوا فأطلق سراحهم، و أيم الله لأن يلقوا الله بخيانتهم أهون من ألقى الله بدمائهم.
|