هو مرض قلبي حاد مهدد للحياة يحدث بسبب تنَخَرٌ بعض خلايا النسيج العَضَلِيّ للقلب الناجم عن فَقْدُ التَّوَازُنِ الحَرِج بين حاجة عضلة القلب من الأوكسجين وما يصلها، وغالباً ما ينتج عن الإِقْفار(نَقْصُ التَّرْوِيَة)، لفترة زمنية طويلة نسبياً، وهو أكثر شيوعا بسبب انسداد الشريان التاجي بعد تمزق لُوَيحَةٌ عَصيدِيَّة سَرِيْعُة التَّأَثُّر( مكونة من تجمع غير مستقر من الكوليِسْتيرول وخلايا الدم البيضاء خاصة المُسماه البَلاَعِم)، في جدار أحد الشرايين، وعادة ما يكون البطين الأيسر هو الموقع المسيطر للإحتشاء ، إلا أن احتشاء البطين الأيمن أحيانا قد يحدث جنبا إلى جنب مع احتشاء الجدار الأسفل للبطين الأيسر.ويعتبر طارئا طبيا يهدد حياة المصاب ويستدعي الرعاية الفورية. ومعروف أيضاً باسم جلطة قلبية، أو سكتة قلبية حادة.


تبعا لنتائج مخطط رسم القلب يتم تقسيم المرضى المصابين بالذبحة الصدرية (آلام الصدرالقلبية المصدر) إلى:

1-المرضى الذين يظهرون ارتفاع الجزء إس تي (ST elevation MI):
ويشكلون ثلث حالات الاحتشاء القلبي وهؤلاء المرضى غالبا ما يكونون مصابين بانسداد كامل لأحد الشرايين التاجية أو أحد فروعها.
لكن هناك أمراض أخرى عضوية أو كهربية في القلب قد تقوم بإحداث مثل هذا الارتفاع في الموجة إس تي (يعرف ذلك بالاحتشاء الكاذب)وبالتالي سيمكنه تجنب تشخيص الأزمة القلبية خطـًأ .

2-المرضى الذين لا يظهرون ارتفاع الجزء إس تي (non ST elevation MI):
ويشكلون ثلثي حالات الاحتشاء القلبي وهؤلاء المرضى غالبا ما يتوقف تشخيصهم على أنه ذبحة صدرية غير مستقرة(unstable angina) (إنسداد جزئي مؤقت في أحد الأفرع الشريانية التاجية) أو احتشاء قلبي صغير محدود .
وتتشابه الأعراض ورسوم التخطيط الكهربي لهذين المرضين بشكل كبير(لذلك فخطة علاجهما واحدة تقريبا )إلا أن الذبحة الصدرية غير المستقرة لا يرافقها موت لخلايا القلب وبالتالي لا تترافق مع ارتفاع مستوى التروبونين وباقي الانزيمات القلبية, كما وأن الألم الموجود فيها لا يتعدى حاجز العشرين دقيقة.

العوامل التي تزيد خطر الإصابة :
هي نفسها عوامل الخطورة بالنسبة للتصلب العصيدي وتشمل:
- التقدم في العمر، وخصوصا في الرجال الأكبر من 40 عام أو في النساء الأكبر من 50 عام.
- الرجال هم أكثر عرضة من النساء.
- التدخين.
- زمرة الدم أ.
- التاريخ العائلي.
- ارتفاع الكولسترول في الدم.
- السكري.
- ارتفاع ضغط الدم.
- حياة تتَّسم بقلة الحركة.
- السمنة. الاسباب
الاعراض والعلامات
التشخيص
العلاج
العقاقير
التعايش
الوقايه
المضاعفات
المصادر



الأسباب

الاسباب :
1-انسداد الوعاء الدموي بسب الرواسب الدهنية المسماة بالُوَيحَةٌ العَصيدِيَّة.
2-انسداد الوعاء الدموي بسب تشنج في الوعاء الدموي.
3-انسداد الوعاء الدموي بسب انْصِمامٌ تاجِيّ.
4-بعض الأدوية والعقاقير كالتي تحتوي على الإفيدرين والأمفتامين والكوكاين.
5-شذوذ خلقي في الشرايين التاجية.
6-تَضَخُّمُ البُطَين.
7-انسداد الوعاء الدموي بسبب الْتِهابٌ وِعائِي.
8-فقْرُ الدَّمِ الحادّ كالذي يحدث في بعض حالات النزف الشديد.
9-رَضْح أو إصابة في الصدر.

الأعراض والعلامات

-في المراحل الأولى عادة ما يشعر المريض بالضيق، أو بالضغط أو بآلم في الصدر، يمتد إلى ذراعه اليسرى وإلى الفك والعنق من نفس الجهة. وقد يحدث ذلك في الجانب الأيمن .
-ضيق في التنفس، والتي قد تصاحب ألم الصدر أو قد تحدث معزولة خاصة لدى الشخص المسن أو مريض السكري.
-الغثيان وآلام البطن أو كليهما موجودة في كثير من الأحيان.
-أعراض عامة مثل القلق، الغثيان والتقيؤ، السعال، الدوار.
-وقد تكون صامتة سريريا ولا تسبب الأعراض التقليدية الموصوفة أعلاه.

التشخيص

يتم تشخيص احتشاء عضلة القلب بعدة طرق ولكن مجتمعة لتأكيد حدوث وتشخيص الاحتشاء, والبدء بالعلاج السليم للشخص المصاب تفاديا للاضرار والمضاعفات التي يمكن حدوثة في حال تاخر التشخيص و العلاج .

يمكن اجراء التشخيص باستخدام اكثر من طريقة من الطرق التالية:
* اجراء فحص عام لجسد المريض, ويشمل: فحص التنفس, ضغط الدم, مظهر الجلد, درجة الحرارة و النبض.
* عمل مخطط رسم القلب Electrocardiogram:
فأذا كان هنالك تغيير في مخطط القلب عن الشكل الطبيعي فمن الممكن وجود احتشاء في عضلة القلب .
* قياس مستوى الأنزيمات القلبية في الدم:
حيث انه اذا حدث إنقطاع للإمداد الدموي لجزء من عضلة القلب تبدأ هذه الخلايا العضلية بالتحلل والموت تدريجيا ويؤدي هذا إلى تسرب للبروتينات والإنزيمات الموجودة داخل هذه الخلايا لتصل إلى مجرى الدم .
بمعنى أنه إذا استطعنا الكشف عن إرتفاع كبير في نسبة هذه البروتينات والإنزيمات في الدم فيمكن وجود الأزمة القلبية. مثال على هذه الانزيمات تروبونيين تي , و اي (troponin T,I)
وهناك إنزيم الكرياتين كاينيز-إم بي(creatine kinase-MB) .
* تَصْويرُ الأَوعِيَةِ التَّاجِيَّة ( coronary angiography ):
يعتمد هذا التخطيط على إظهار الشرايين التاجية المحيطة بالقلب عى أفلام الأشعة ومن ثم يمكن للطبيب المختص اكتشاف أماكن الانسداد الموجود بها بما يفيد بعد ذلك إذا ما لزم تدخل جراحي لإزالة هذه الانسدادات.

العلاج

يعتبر احتشاء عضلة القلب حالة طارئة تحتاج إلى العناية الفورية، وهدف العلاج في المرحلة الأولى هو وقاية عضلات القلب والتقليل من إتساع حجم النسيج المتضرر، من خلال إعادة الدورة الدموية، وتخفيف إحتياجات العضلة للأكسجين، في العضلات.
وأول ما يبدأ العلاج بتوفير الراحة للمريض, واعطائه الأكسجين والأسبرين والنيتروغليسرين(غليسريل ثلاثي النترات), ومضادات الألم وأهمها المورفين.
ثم نعطى حاصرات بيتا، ومضادات التخثر مثل الهيبارين،والادوية المضادة للصفيحات مثل كلوبيدوغريل .

العقاقير

* اعطاء الاوكسجين في حالة نقص الاوكسجين لنسبة اقل من 93 % .

* الأسبرين (aspirin ) :
له أثرمُـثبت على خفض نسبة الوفيات والمضاعفات الخطيرة التي يُحدثها الإحتشاء, فتناول المريض لجرعة من150-300 ملجم تعمل على منع إلتصاق الصفائح الدموية ببعضها البعض.

* النيتروجلسرين (Nitroglycerin ):
حبة توضع تحت اللسان فتمتص بسرعة لتعمل على توسيع الأوردة التي تعيد الدم إلى القلب وبالتالي تزيد قابليتها على احتواء المزيد من الدم بدلا أن تعيده كله إلى القلب مما يقلل الجهد المبذول من جهة عضلة القلب لأنها ستضخ كمية أقل من الدم .

* المورفين (morphine):
في حال لم يخف الألم خلال هذه الفترة من بعد اخذ النتروجليسيرين (أو كان شديدا جدا منذ البداية) يمكن حقن المريض بجرعات من المورفين لتخفيف الالم .

* الهيبارين (heparin) والهيبارين ذو الوزن الجزيئي المنخفض ( low molecular weight -LMW- heparin) مثل إنوكسابارين (enoxaparin ) . تعطى لمنع حدوث تجلطات وتفاديا لحدوث الاحتشاء مرة واخرى .

* الأدوية التي تحلل التخثرات (thrombolysis): لا يعطي في جميع انواع الاحتشاء اذا يعتمد اعطاءه على نوع الاحتشاء .
مثل دواء ستريبتو كاينيز(streptokinase)-دواء يوروكاينيز(urokinase)-دواء ألتيبليز(alteplase).

* إعادة التروية الدموية للقلب وإزالة الانسداد الموجود بالشرايين التاجية عن طريق القسطرة القلبية والبالون أو الدعامة (PTCA=per cutaneous trans femoral coronary angioplasty) ( PCI = per cutaneous coronary intervention).

التعايش

-الامتناع التام عن التدخين و شرب الكحول.
-المراقبة الدقيق لضغط الدم و تنظيمه .
-تغيير نمط الحياة إلى نمط حياة صحي وذلك عن طريق ممارسة العديد من التمارين الرياضية بانتظام .
-خفض الوزن الزائد
-الالتزام بنظام غذائي صحي يحتوي على المقادير الصحيحة من مختلف المجوعات الغذائية وخصوصا مجموعة الدهون.

الوقايه

تعتبر الوقاية من المضاعفات التي تتبع الاحتشاء وأهمها حدوث احتشاء آخر في عضلة القلب الهدف الرئيسي .
- تنقسم الوقاية الى قسمين رئيسيين :
* الوقاية الغير دوائية:
-الامتناع التام عن التدخين و شرب الكحول.
-المراقبة الدقيق لضغط الدم و تنظيمه .
-تغيير نمط الحياة إلى نمط حياة صحي وذلك عن طريق ممارسة العديد من التمارين الرياضية بانتظام .
-خفض الوزن الزائد
-الالتزام بنظام غذائي صحي يحتوي على المقادير الصحيحة من مختلف المجوعات الغذائية وخصوصا مجموعة الدهون.

* الوقاية الدوائية:
1-الأدوية التي تمنع تجمع الصفائح الدموية (anti-platelets):
تستخدم لمنع التصاق الصفائح ببعضها البعض فتحافظ على سيولة الدم وتمنع تكون الجلطات, مثل الأسبرين (aspirin) , كلوبيدوجريل(clopidogril).

2-أدوية حاصرات المستقبل بيتا(b-blockers):
تقوم بتقليل الجهد المبذول من قبلها وبالتالي تقلل من حاجتها للأوكسجين. مثل: ميتوبرولول(metoprolol) وكارفي ديلول(carvidelol).

3-مثبطات الإِنْزيمُ المُحَوِّلُ للأَنْجِيوتَنْسين (angiotensin converting enzyme inhibitors-ACEinhibitors):
تقوم بتوسيع الأوعية الدموية فتعمل على تخفيض الضغط. ويفضل البدء بإعطاء هذا الدواء خلال 24-48 ساعة بعد الأزمة بشرط أن تكون الدورة الدموية للمريض مستقرة.
يعمل الدواء أيضا على المدى البعيد للحفاظ على عضلة القلب المحتشية عن طريق تخفيفه للتليف الذي يصيبها.
مثل: كابتوبريل (captopril),إينالابريل(enalapril).

4-أدوية الستاتين(statins):
تفيد مريض الاحتشاء على طريقتين:
-تخفض الكوليسترول الضارالموجود في الدم فتحد من تفاقم عملية تصلب الشرايين ,كما وتثبت هذه الأدوية الصفائح المتصلبة وتمنع تمزقها فتقلل من احتمال حدوث الجلطة مرة أخرى.
-لهذه الأدوية خواص مضادة للالتهاب وتعمل على حماية عضلة القلب المحتشية فتخفف من الضرر الحادث بها.
مثل سيمفا ستاتين(simvastatin), أتورفا ستاتين(atorvastatin).

5-مضادات الألدوستيرون(aldosterone antagonists):
تخفف من حجم الدم الموجود داخل الدورة الدموية وبالتالي تخفض من الضغط فتقلل من العبء الملقى على عاتق العضلة القلبية, مثل: إيبليرينون(eplerenone).

6-الأحماض الدهنية من النوع أوميجا 3:
توجد في الأسماك وقد يسميها البعض بـ "زيت السمك", ولهذه الدهون دور إيجابي في مرضى الاحتشاء, حيث أنه قد ثبت علميا أنها تقلل من معدلات الوفاة عقب احتشاء عضلة القلب, ولهذه الدهون أيضا دور في تقليل نسب الكوليسترول السيء في الدم.

المضاعفات

قد تحدث مباشرة بعد احتشاء عضلة القلب او بعدها بفترة زمنية, وقد تتضمن حدوث :
1-تمزق في عضلة القلب .
2-قصور في عضلة القلب .
3-الصَدْمَةٌ قَلْبِيَّةُ المَنْشَأ .
4-اضْطِرابُ النَّظْمِ القلبية المَنْشَأ .