سجين قمقم العطر الفريد
...................................
لأنني كنت ُ أعلم ُ لو خرجت ُ من قمقمي ذاك ْ
وانتشرت ُ على مساحاتي التي خلقت ُ لأجلها
وامتلكت ُ حريَّتي وقراري
لكان عطري شوَّه َ في ذاكرة ِالأزاهير ِ
خصوصيَّة َ كل ِّ زهرة ٍ بعطرها المنفرد ِ ...
فأنا العطر ُ الذي وحَّد َ فراشات ِ الزهر ِ
وأسكنها بين المياسم ْ
حدَّد َ لها مواعيد َ المواسم ْ
وجعلها ترقص ُ طربا ً إرضاء ً لنرجسيَّة ٍ
أعيشها منذ ُ ولادتي فيك ِ ..
منذ ُ اللحظة ِ التي سمعتِني فيها اقول ُ أحبُّك ِ
نسخة ً عن تعبير ٍ كنت ُقد قلته ُ ألف َ مرَّة ٍ
قبل َ أن ألتقي بذبولك ِ الشاحب ِ في غياهب ِ المسافات ِ
الممتدَّة ِ بين َ البقاء ِ والرحيل ِ إليه ِ هناك ْ ..هناك ْ ..
على حدود ِ السراب ْ .
....
تشتعل ُ ذاكرة ُ الزمن ِ فتُخرج ُ من باطنها حمما ً ملتهبة ً
تعود ُ لظلال ِ التشظِّي
وتعدُّد ِ الأهداف ِ
والسهم ُ الأخير ُ قد وُضع َ في عمق ِ قوسه ِ ...
ترى أي ِّ الأهداف ِ سأُوجُّه ُ سهمي إليه ؟
تعود ُ ذاكرتي بي إلى الكسعي ِّ
فأهاب ُ السقوط َ في اختبار ِ الندامة ِ
وأعيد ُ سهمي إلى جعبتي إلى حين ٍ ..
وأكتب ُ لها رسالة ً أعنونها بـــ :
حبيبتي حتى إشعار ٍ آخر .
كم من أنثى مرَّت على عطري .
قرأت شعري .
وتأثَّرت ْ بما أتاها من فكري ..
وأنا المزهو ُّ بأناه يأتي بنحلات ِ الشفق ِ والغسق ِ
ومابينهما ليبقي على فعلتِه ِ قيد َالدراسة ِ حتى أبد ِ الآبدين ْ ..
قرار ٌ بالاقرار ْ
ولا إقراراً يضمن حق َّ الآخرين ْ .
....................
أيمن أبوراس