[type=310530]كان لي وطنٌ اسمه عينيك
وسكنٌ هو رياض قلبك
وصدرٌ دافءٌ حنون
أغفو عليه كل يوم
وعطركَ الذي أدمنت وجوده
فهو صدى أنفاسي ورئة وجودي
وهو كل الحياة لي
أين أنت الآن مني ؟
ياكل التمني
باعدت المسافات بينك وبيني
ففقدتُ الوطن حيث لاانتماء ولاهوية
مشردة تعبثُ بي أيدي الزمن
أجوب المدن أرتاد أزقة الوجع
والألم بات لغتي
أين أنت الآن مني ؟
فمنذ غادرتني تغيرت ملامحي
وشحب لون فرحي
تزدحمُ الآهات في صدري
والشجن لحن أغنيتي
يلفُ حياتي الحزن
ويوشحُ اليأس أيام العمر
فأصبحت قاب قوسين أو أدنى من الموت
أين أنت الآن مني ؟
ففي غيابك باتت كل الأشياء سواء
الليلُ كما النهار
والصيف كالشتاء
أمسى الظلام الدامس كالضياء
وأصبحَ الموت كالحياة
يمرُ يومي ببطءٍ شديد
وليلي أمسى سقيمٌ حزين
وظلامٌ دامسٌ يغمرُ عمري
أين أنت الآن مني ؟
ففي غيابك تغيرت مفاهيمي
وتبدلت قيمي
اكتسى بالغضب صباحي
وتوشحَ بالعناء يومي
قارعَ الألم كؤوس فرحي
بحثتُ عنك
عن أي سبيلٍ يرشدني إليك
ياوطنا ً لكل آلامي
اِسكبْ ماءك على ناري
اروي أجزائي
لملمني ثم بعثرني
قيدني بشذا أنفاسك
أنعشني بهمساتك
فبين ذراعيك سحرٌ يجذبني
تهديني القمر وأهديك عمري
أدمنتُ حروفك على ورقي
وهمسُ شفاهك يسكرني
أرى بين خيوط الشمس رسمك
ولاأنطقُ سوى اسمك
أرقصُ على لحنك
أنصتُ لنبض قلبك
أستشعرُ هبوب أنفاسك
وألفكَ في أحضاني بهدوء
إقتربْ حبيبي مني
فقربكَ يزيل همي
يبزغُ فجر يومي
وأتغنجُ بين يديك لأخر عمري[/type]