رد: أكتب نصيحه لمن بعدك وللجميع
وترك ما نهى الله عنه من الشرك , وسمى الله طاعته وتوحيده عبادة لأن العبادة هي الذل والخضوع واتباع الأمر .
ولهذا يقال طريق معبد أي مذلل . فالعبادة هي طاعة الله ورسوله عن ذل لله وخشوع وخضوع وإنكسار يرجو العبد رحمة ربه , ويخشى عذابه تعالى .
وأصلها وأساسها توحيد الله والإخلاص له من العبد في جميع عباداته : في دعائه وخوفه ورجائه وصومه وصلاته وذبحه ونذره . وغير ذلك من أنواع العبادة كما قال تعالى : { وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ } (1) وقال سبحانه : { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } (2) ويقول سبحانه : { وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ } (3) وهذا معنى لا إله إلا الله ؛ لأن معناها لا معبود حق إلا الله .
فهي تنفي العبادة بحق عن غير الله , وتثبتها بحق لله وحده , فجميع المعبودات غير الله من أصنام أو أحجار أو قبور أو ملائكة , أو أنبياء أو غير ذلك كلهم معبود بالباطل , والمعبود بحق هو الله سبحانه وتعالى , كما قال عز وجل : { ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ } (4) وهذا هو معنى لا إله إلا الله : معناها توحيد الله , والإخلاص له , والاعتقاد أن العبادة حق الله جل وعلا , لا شريك له في ذلك
|