رد: أكتب نصيحه لمن بعدك وللجميع
إنهم
يخطون نحوك خطواتهم الأولى ثم يدعونك تكملين الطريق، فلولا لينك ما اشتد
عودهم، ولولا رضاك ما أقدموا، أنت فتحت لهم الباب حين طرقوا فلما نهشوا
نهشتهم صرخت "أغيثوني"، ولو أنك أوصدت دونهم أبوابك، ورأوا منك الحزم
والإعراض لما جرؤ بعدها فاجر أن يقتحم السوار المنيع، لكنهم صوروا لك
الحياة حباًفي حب، وغراماً في غرام، وعشقاً في عشق، فلا تسير ولا تصح
الحياة بدون هذا الحب الجنسي الذي يزعمون، وبه يتشدقون. قالوا: لابد من
الحب الشريف العذري بين الشاب والفتاة، والله يقول {فَلاَ تَخْضَعْنَ
بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً
مَّعْرُوفاً . وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ
الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاَةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ
وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ
عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً}
[الأحزاب: 32-33]. فأي حب هذا الذي يزعمون، وأي شرف هذا الذي يتشدقون، {
قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ}
|