عرض مشاركة واحدة
قديم 12-10-2012, 08:10 AM   #3880
مجلس الادارة


الصورة الرمزية ام ياسر
ام ياسر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1878
 تاريخ التسجيل :  Jun 2012
 أخر زيارة : 09-03-2020 (09:44 PM)
 المشاركات : 54,004 [ + ]
 التقييم :  637
 SMS ~
اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُك بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أَنْ تَجْعَلَنِي فِي حِرْزِكَ وَحِفْظِكَ وَجِوَارِكَ وَتَحْتِ كَنَفِك.
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: أكتب نصيحه لمن بعدك وللجميع



كتبت إحداهن وكانت سليلة مجد ومن بيت عز تستعطف الذئب بعد أنسلبها عذريتها،

فقالت:
لو كان بي أن أكتب إليك لأجدد عهداً دارساً أو وداًقديماً ما كتبت سطراً،
ولا خططت حرفاً، لأني لا أعتقد أن عهداً مثل عهدك الغادر،ووداً مثل ودك
الكاذب، يستحق أن أحفل به فأذكره، أو آسف عليه فأطلب تجديده، إنك عرفت حين
تركتني أن بين جنبي ناراً تضطرم، وجنيناً يضطرب، تلك للأسف على
الماضي،وذاك للخوف من المستقبل، فلم تبل بذلك، وفررت مني حتى لا تحمل نفسك
مؤونة النظر إلى شقاء أنت صاحبه، ولا تكلف يدك مسح دموع أنت مرسلها، فهل
أستطيع بعد ذلك أن أتصورأنك رجل شريف؟ لا، بل لا أستطيع أن أتصور أنك
إنسان، لأنك ما تركت خلة من الخلال المتفرقة في نفوس العجماوات والوحوش
الضارية إلا جمعتها في نفسك، وظهرت بها جميعهافي مظهر واحد، كذبت عليَّ في
دعواك أنك تحبني وما كنت تحب إلا نفسك، وكل ما في الأمر أنك رأيتني السبيل
إلى إرضائها، فممرت بي في طريقك إليها،ولولا ذلك ما طرقتلي باباً، ولا
رأبت لي وجهاً، خنتني إذ عاهدتني على الزواج، فأخلفت وعدك ذهاباًبنفسك أن
تتزوج امرأة مجرمة ساقطة، وما هذه الجريمة ولا تلك السقطة إلا صورة
نفسك،وصنعة يدك، ولولاك ما كنت مجرمة ولا ساقطة، فقد دفعتك - جهدي- حتى
عييت بأمرك،فسقطت بين يديك سقوط الطفل الصغير، بين يدي الجبار الكبير،
سرقت عفتي، فأصبحت ذليلةالنفس حزينة القلب، أستثقل الحياة وأستبطئ الأجل،
وأي لذة في العيش لامرأة لاتستطيع أن تكون زوجة لرجل ولا أماً لولد! بل لا
تستطيع أن تعيش في مجتمع من هذه المجتمعات البشرية إلا وهي خافضة رأسها،
ترتعد أوصالها، وتذوب أحشاؤها، خوفاً منتهكم المتهكمين، سلبتني راحتي لأني
أصبحت مضطرة بعد تلك الحادثة إلى الفرار من ذلك القصر... وتلك النعمة
الواسعة وذلك العيش الراغد إلى منزل لا يعرفني فيه أحد... قتلت أبي وأمي،
فقد علمت أنهما ماتا، وما أحسب موتهما إلا حزناً لفقدي، ويأساً منلقائي،
قتلتني لأن ذلك العيش المر الذي شربته من كأسك، وذلك الهم الذي عالجته
بسببك، قد بلغا مبلغهما من جسمي ونفسي فأصبحت في فراش الموت كالزبالة
المحترقة... فأنت كاذب خادع ولص قاتل، ولا أحسب أن الله تاركك بدون أن
يأخذ لي بحقي منك... [ النظرات للمنفلوطي]




 
 توقيع : ام ياسر




رد مع اقتباس