رد: أكتب نصيحه لمن بعدك وللجميع
ذئب
آخر: كان من شباب الخلاعة واللهو، علم أن المنزل الذي يجاور منزله يشتمل
على فتاة حسناء من ذوات الثراء والنعمة والرفاهية والرغد،فرما إليها
النظرة الأولى فتعلقها، فكررها أخرى، فبلغت منه، فتراسلا، تم تزاورا، ثم
افترقا، وقد ختمت روايتهما بما تختم به كل رواية غرامية يمثلها أبناء آدم
وحواء على مسرح هذا الوجود، عادت الفتاة تحمل بين جانحتيها بما يضطرم في
فؤادها، وجنيناً يضطرب في أحشائها، ولقد يكون لها إلى كتمان الأول سبيل،
أما الثاني فسرٌّ مذاع،وحديث مُشاع، إن اتسعت له الصدور، فلا تتسع له
البطون، وإن ضن به اليوم فلا يضن بهالغد... فلما أسهر الهم ليلها، وأقض
مضجعها، لم تر لها بداً من الفرار بنفسها،والنجاة بحياتها، فعمدت إلى ليلة
من الليالي الداجية فلبستها وتلفعت بردائها، ثمرمت بنفسها في بحرها
الأسود، فمازالت أمواجها تتلقفها وتترامى بها حتى قذفت بها إلى شاطئ
الفجر، فإذا هي في غرفة مهجورة في إحدى المنازل البالية، في بعض
الأحياءالخاملة وإذا هي وحيدة في غرفتها لا مؤنس لها إلا ذلك الهم المضطرم.
|