رد: أكتب نصيحه لمن بعدك وللجميع
أرأيت-
يا ابنتي- كيف تنكر الذئب من فعلته بكل يسر وسهولة، إن كل فتاة من هاتين
الفتاتين كانت لها أم تحنو عليها، وتتفقد شأنها، وتجزع لجزعها، وتبكي
لبكائها، ففارقتها، وكان لها أب لا هم له في حياته إلا أن يراها سعيدة في
آمالها، مغتبطة بعيشها، فهجرت منزله، وكان لها خدم يقمن عليها ويسهرن
بجانبها فأصبحت لا تسامر إلا الوحدة، ولا تساهر إلا الوحشة، وكان لها شرف
يؤنسها ويملأ قلبها غبطة وسروراً ورأسها عظة وافتخاراً ففقدته، وكان لها
أمل في زواج سعيد مع زوج محبوب، فرزأتها الأيام في أملها، كل هذا لأنها
صدقت ما وعدها، وانساقت وراء نزوة عابرة ولم تمتثل قول الله عز جل { يَا
أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأَِزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء
الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى
أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }
[الأحزاب : 59]
|