واس- جازان
أكد نائب وزير الدفاع الأمير خالد بن سلطان أن التمارين الميدانية ليست موجهة ضد أحد، وإنما هي موجهة لرجال القوات المسلحة لتقييم مستوى جاهزيتهم القتالية للحروب الجبلية، موضحاً خلال كلمته على هامش ختام تمارين الرميح "2" بجازان اليوم أن التمرين تم التخطيط له منذ أكثر من عام، مشيراً إلى أن هناك تعاوناً تاماً في تنفيذه بين القوات المسلحة السعودية ونظيرتها اليمنية منذ أكثر من شهرين، كاشفاً أنه لأول مرة في تاريخ القوات المسلحة تعمل في تدريباتها ومعها جميع القطاعات المدنية.
وكان نائب وزير الدفاع قد رعى اليوم اختتام تمرين الرميح " 2" الذي تقيمه القوات المسلحة بالمنطقة الجنوبية، حيث كان في استقباله عند وصوله مركز القيادة والسيطرة, قائد المنطقة الجنوبية اللواء الركن عبدالله بن صالح العمري, وقائد مجموعة الدفاع الجوي الرابعة بالمنطقة الجنوبية اللواء الركن حاشم الخمعلي, وقائد قاعدة الملك خالد الجوية بالمنطقة الجنوبية اللواء الطيار الركن محمد العتيبي, حيث استمع إلى إيجاز عن تمرين الرميح "2" ومراحل التدريب.
بعد ذلك توجه نائب وزير الدفاع إلى منطقة التمرين، حيث كان في استقباله مدير عام حرس الحدود الفريق الركن زميم بن جوبير السواط وقائد المنطقة الجنوبية اللواء الركن عبدالله بن صالح العمري.
وشاهد الأمير خالد فعاليات التمرين واستمع لشرح من قائد التمرين عن أهداف وواجبات ومراحل تنفيذ التمرين، الذي يأتي ضمن برامج التدريب المجدولة التي تسهم في الجاهزية والاستعداد لمنسوبي القوات المسلحة دفاعاً عن وطنهم ومقدساتهم ضد أي معتدٍ.
بعد ذلك شهد نائب وزير الدفاع فعاليات اختتام تمرين الرميح "2" الذي يشارك به عدد من تشكيل الوحدات من أفرع القوات المسلحة، إضافة إلى حرس الحدود بمنطقة جازان وعدد من القطاعات والأجهزة الحكومية بالمنطقة.
إثر ذلك ألقى الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز نائب وزير الدفاع كلمة نقل فيها تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود, وسمو ولي عهده الأمين- حفظهما الله- لرجال القوات المسلحة في قطاع قوة جازان وحرس الحدود بمنطقة جازان، على ما يقومون به من واجب مقدس للحفاظ على ثرى بلادنا الغالية وسلامة مواطنيها والمقيمين فيها, معبراً عن إعجابه الشديد بانضباطهم الذي يعد عصب الكفاءة القتالية لأي مقاتل, كما يعد دليلاً أكيداً على التفاعل القوي المثمر بينهم وبين قادتهم.
وقال سموه "إن التدريب عملية مستمرة ومنظمة محورها أنتم, لأنه أهم نشاط تقوم به القوات المسلحة وقت السلم استعداداً لخوض غمار المعارك المستقبلية ليتحقق الهدف الأساسي من استخدام القوة, فالتدريب وحدة يمكن الاستفادة من مزايا السلاح المعد وتطوير ظروف المعركة, وبدونه تخسر الوحدة كل شيء حتى معطيات التقنية الحديثة, كما أن التمارين بكافة أنواعها, والتدريبات بمختلف ميادينها لن تكون مجدية إن لم تنفذ وفق ما خطط لها بدقة، لأن التمارين الميدانية المشتركة هي المحك الحقيقي لتطبيق الخبرات المكتسبة لما تم التدريب عليه طيلة سنوات خدمة الفرد أو الضابط، وذلك لزيادة المهارات بهدف الرفع من درجة الاستعداد القتالي, إذن التدريب لا يزال هو العنصر الحاسم في استيعاب التقنية والخبرات".
وأضاف "إن العمل الجاد على تطوير الكفاءة العسكرية والقتالية والمحافظة عليها هي مطلب رئيس تعمل عليه جيوش دول العالم كافة، وقواتنا المسلحة إحداها, وما هذا التمرين الميداني المشترك "الرميح 2" على الحرب الجبلية إلا واحد من تلك التمارين التي تجري طلية العام التدريبي في جميع مناطق المملكة وفق التضاريس الجغرافية بكل منطقة, فهناك التمارين الساحلية والتمارين في الميادين المفتوحة, وفي الرمال المتحركة, والجبال الوعرة, إضافة إلى تمارين القيادة على المجابهات, ومن هنا لابد من التأكيد بأن هذه التمارين الميدانية ليست موجهة ضد أحد وإنما هي موجهة لأبنائنا وإخواننا رجال القوات المسلحة المؤتمنين على حماية بلادنا ومقدساتنا من كل طامع أو متربص لتقييم مستوى جاهزيتهم القتالية للحروب الجبلية, وفي الوقت الذي يهمنا فيه تأدية الواجبات بإتقان, إلا أن ما يهمنا أكثر هو تقييم هذه التجربة في جميع مراحلها لتعظيم الإيجابيات ودراسة السلبيات".
ومضى سموه قائلاً "من هنا أعيد التأكيد مرة أخرى بأن التعرف على السلبيات ومناقشتها بجدية ووضع اليد على مواطن الخلل فيها هي أروع هدية تقدم للمخططين للتمارين القادمة أو لأي قيادة ميدانية, لذا فإن تقييم الدروس المستفادة هي خاتمة العمل الجاد, وسأنتظر بحول الله وقوته الرفع لي بالنتائج".
وقال نائب وزير الدفاع "إنني أعرف جيداً ما قمتم به من جهود عظيمة لتحقيق أهداف هذا التمرين العامة والخاصة, سواء في الإعداد أو التخطيط أو التنفيذ لهذا النوع من الحروب, وكذلك تفعيل دور الوحدات المشاركة والعناصر المساندة من الجهات الحكومية الأخرى, التي ستنعكس وبلا أدنى شك على قياس الكفاءة العملياتية للمعدات والتجهيزات التي بين أيديكم في مراحل العمليات ليلاً ونهاراً, وأن ما سمعته خلال إيجاز التمرين عن وحدة القوات البرية والجوية والبحرية لشيء يسر الخاطر, لاسيما أن عملهم تم بمشاركة قوات من حرس الحدود, والإدارات الأمنية والعسكرية في منطقة العمليات, إضافة إلى الدوائر ذات العلاقة في منطقة جازان".
واستطرد قائلاً "إن قيادتنا الحكمية أعزها الله، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية, وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ـ حفظهما الله ـ بقدر ما هم حريصون على تمتع قواتنا المسلحة بالقوة القتالية, إلا أنهم دوماً ما يؤكدون على حرصهم عليكم أنتم, بتطوير الإجراءات الإدارية، وسن الأنظمة التي تكفل لكم حقوقكم أينما كنتم, لإدراكهم العميق بأن الإنسان هو العنصر الفعال والحاسم في بناء القوة ولا يمكن لهذا الإنسان أن يكون فعالاً في عمله إلا بتهيئة جميع السبل الإدارية والتنظيمية, والصحية، والمعيشية, وهذا ما تحثنا عليه القيادة الرشيدة ونعمل عليه دوماً".
وأعرب نائب وزير الدفاع في ختام كلمته عن شكره لجميع من خطط وشارك ونفذ وقدم الدعم بجميع أشكاله لإنجاح هذا التمرين, وقال "إنني أعرف حجم معاناتكم التي واجهتموها وأقدرها تماماً لقناعتي بكم وبرجولتكم وانتمائكم وإخلاصكم وعطائكم", سائلاً الله تعالى للجميع دوام التوفيق والسداد.
إثر ذلك أجاب نائب وزير الدفاع على أسئلة واستفسارات الصحفيين, حيث أوضح أن تمرين الرميح "2" يعد تمريناً سنوياً ينفذ في منطقة أو منطقتين من مناطق المملكة, ويعتمد على تضاريس تلك المنطقة, مبيناً أنه ومن خلال وجود القوات المسلحة في منطقة جازان فإن التدريبات تكون تدريبات جبلية.
وأعرب عن سعادته بالتطور الكبير في هذه التدريبيات ، وقال "أعتقد أننا وصلنا لمرحلة نطمئن بها على كفاءتهم القتالية واستعدادهم إن شاء الله لحماية أمن وسلامة هذا الوطن, وفي نفس الوقت يجب أن يعلم الجميع أنه لأول مرة في تاريخ القوات المسلحة تعمل في تدريباتها ومعها جميع القطاعات المدنية في المنطقة", مبيناً سموه أنه سيتم تطبيق ذلك في كافة التمرينات المقبلة للقوات المسلحة في مختلف المناطق بما يضمن نجاح التمارين وضمان استعداد جميع الجهات لأي طارئ لا قدر الله.
وعبر عن شكره لأمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز على التعاون التام في إنجاح فعاليات التمرين من خلال متابعته لمشاركة كل القطاعات بالمنطقة للقوات المسلحة وحرس الحدود ، والتي من أبرزها إمارة المنطقة والصحة والهلال الأحمر والشرطة والتربية والتعليم.
وأكد نائب وزير الدفاع أن التمرين ليس موجهاً ضد أحد وأنه تم التخطيط له منذ أكثر من عام مثل ما خطط لغيره من التمارين وأعلن عنها في خميس مشيط وتبوك وحفر الباطن, مشيراً إلى أن هناك تعاوناً تاماً في تنفيذ تمرين الرميح "2" بين القوات المسلحة السعودية والقوات المسلحة في الجمهورية اليمنية الشقيقة منذ أكثر من شهرين, بل وإن هناك أيضاً تعاوناً بين حرس الحدود في البلدين حول تنفيذ التمرين, مؤكداً أن المملكة واليمن دولتان شقيقتان, وستعملان سوياً ودائماً إن شاء الله.
وشدد سموه في ختام تصريحه على أهمية التدريب للقوات المسلحة وأن المملكة بدأت منذ عشر سنوات بتوجيهات من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ حينها في تكثيف التدريب وأعطت التدريب أولية أولى, وأن التدريبات المشتركة مع دول أخرى بدأت منذ ست سنوات وشملت تدريبات برية وبحرية وجوية, مؤكداً أهمية مواصلة التدريبات وتكثيفها سنوياً بطرق أكثر واقعية وشدة، بما يسهم في رفع مستوى القيادات وكذلك مستوى المشاركات.