بعدمَآ أفترقنـآ .. بدأتُ أشعُرُ آنِي آحسنُ حآلًآ ..
وآنِي أهدىَ نفسًـآ ..
بدأتْ أنفآسِي تنتظمْ طيلَة فترة غِيآبكَ عنِيْ .. وطآلتَ أوقآتُ
نُومِيْ .. وقلّت مُدآعبتِي للأحرفْ .. وُ كثُرتْ قرآئتِي لأحرفِ
سِوآيَ دوُنَ أنْ يستثيرنِيْ حرفَ بـِ آلتعليقَ ..
أصبحتُ أكثرُ هُدوئًآ .. زهدتُ فِي أغلبِ أشيآئِي وأجملَهآ ..
أصبحتُ أغضٌ آلبصَر عَنِ آلوُجعَ .. وأحتضِنُ شيئًآ مآ
خفيةً حتىَ عنْ وُعييْ وإدرآكِيْ .. !
شيئًآ مآ يُسآمِرُنِي كُلَ مسآءَ ,
يرسُمُ علَى ثغرِي إبتسآمَه بشُوشَه تُشبه
تفآصيلَ آلمآضِيْ ..
حِينمآ تُمطِرُ آلسمآءَ .. أتذكرُ سفِريَ لـِ مَدينتكَ ..
وكيفَ كُنتُ مِن لهفتِي عليكَ أقرأ حكآيآت آلمنآزلَ .. وُ قِصصَ
آلشُوآرعِ وآلأرصِفـه ..
كيفَ كُنتُ أتخيلُ يدآكَ تحتضنآنِ يدآيْ ونحنُ نسيرُ علَى رمآلِ آلشآطِيْ ..
وُ كيفَ كُنتُ أتضوُرُ شُوقًآ لـِ آلرجُوع منَ آجلِكَ ..
كآنتَ مَدينتُكَ جميلَه , صآخِبَه , تضجّ بـِ آلحيآة ..
ولكِنهآ كآنتَ بـِ نظرِي " فآرغَه مَن كُلْ شيْ إلآ أطيآفُكْ " ..
وُ صبآحُ عُودتنآ أمطرتِ آلسمآءَ . . وُ حينُ أخبرتَك بِ ذلِكَ ..
قُلتَ لِيْ :
_ ألآ تعلمِينَ لِمآ أمطرتَ ,؟
_ مممْ .. قدَ يكُونُ بكآءَ ودآعَ لنآ , أو بُكآءَ شُوق إلِيكَ ,؟
_ : ) .. رُبمّـآ ,
ولكنّي آلآنَ فقطَ علمتُ لِمآ بكتِ آلسمآءَ ..
بكتَ حُزنًـآ علَى فِرآقَ حآلَ دوُنكَ وُ دوُنِيْ . .
نعمْ .. آنآ اكثر هدوئآ.. وُ اعمق نومآ.. واطول صمتآ.. وُأبخل حرفآ..
وُ ذآكَ يعنِي أننيْ لستُ بخِيرْ . .
وُ آنَ آلحيآةَ سُلِبتْ منَ عُروُقِيْ ..
وآنَ آلفرحَ بِدآخلِي قُتِلْ .. وآنَ آلعُمر
لآيتكررْ .. وُ عُمرِي كآنَ معكَ . .
وأنْ كثرةَ آلآحبآبَ حُولِي لمْ تعُد تُغرينيْ ..
وآنِيْ لآ زلتُ أبتسَم دُونَ آنَ تكُونَ لإبتسآمتِي صِلّه بـِ آلعآلمَ آلمقتُول بدآخلِيْ . .