حزمتُ حقائبَ النسيان
و مضيتُ في مسيرةِ التيهِ السرابية
و خلعتُ آخرَ ثوبٍ من كساءِ الذكريات
لتنكرَني الشوارعُ كالغريب
و تمطرَني سماءُ الحبِ في مدينتِنا ... بوابلٍ من علاماتِ الاستفهام
تتجاهلَ الريحُ أوراقَ عمريَ المتساقطة
لتستقرَ على أرصفةِ الحنينِ متوحدةً مع حكاياتِ المكان
حتى زهورُ حديقةِ العشاقِ لم تكتشفْني
و عطورُها لم تجدْ أنفاسي
لأتقاسمَ رغيفَ الوحدةِ مع القمر
لم يعدْ شيءٌ في الوجودِ يذكرُني
حتى الشجر... و حتى قطراتُ المطر
و نسيتُ كلَ أحزاني و آلامي
نسيتُ أوجاعَ الغيابِ و أناتِ العذاب
و حتى الهالةَ السوداء
حتى ظلي تاهتْ خطواتُهُ و لم يعدْ قادراً على مطاردَتي