لستُ أدري .. !

من يكفل لي أرضاً لا تردم آمالي بقبور الوهم والنسيان ؟
من يكفل يوماً لا تنزلق منه أقدام الطمأنينة في بحور الهم والسراب ؟
من يكفل لي قلباً لا يتواطأ مع الخيانة والغدر ؟
حباً بعيدا عن حواف الفراق ومفترقات الطرق ؟


لستُ أدري .. !

ماكل هذه الهمجيه الساحقه التي بترت عروق الأمل من جذورها
تلك الأبخرة المتكاثفه فوق صفيح الروح .. ؟!!
ما عُدتُ امتلك سوى تلك الكؤوس البالية
نمارق متشحه بالسواد
وبعض مقتنيات من متحف الألم والعذاب
أما أنا الضعيفة الهشة
اتسكع بين الأطلال
أزفر آخر آمالي
وأنزوي في صومعتي النائيه عن الحياة
كعجوز فقدت قوافلها في جوف ليلة حالكة بكى فيها القمر
أصلي لأجل الراحلين
وألتمس العذر والغفران لهم

قمة السخرية عندما ندلف من مدينة سكانها صم بكم عمي
لنحطّ رحالنا في منازل كبيوت العنكبوت
مهزلة كبيرة ومخاسر فادحه
حينما تسمر العين على عقارب زمن جائر
ندور معه في حلقة فارغه
متناسين العمر اللاهث من فرط التعب خلف وقت أجوف

وأعود لتساؤلاتي ..

متى ستندلق أيها الحزن المعربد في أحشائي منذ أمد بعيد ؟
أين هي اليد القادره على شق أردية البوؤس والكآبة ؟
هل صحيح ما سمعت .. ان الغرباء فقط من تستكين الروح بجوارهم ؟
وهل بتُّ مجرد علامة تعجب .. أيقونة خجل في آخر سطر من صفحاتهم ؟
كنتُ أعلم أنني لغة تستعصى علي الكثير نطقها وإدراكها
ولكنني لم أدرك أنهم سيتجاهلون مشاعري
يلوكون استفساراتي بلامبالاة ويمضون ..

عارٌ علي أن أدعوهم بالحاح شديد ولا يلبون النداء
سحقاً لهم وسحقاً لكل اشيائي التي ادمنت صحبتهم