-*™£ منتدى آل شراحيل بفيفاء£™*- - عرض مشاركة واحدة

مــــــكان

اليومَ عدتُ،

إلى ذاك المكان

ما زالت تفوحُ منه آهات الشوق

وأنّاتُ الوداع...

وضجيجُ الارتعاش متطفّلٌ

كلبلابٍ على نافذةِ عروسٍ مضطجعة

غير آبهةٍ بلفحِ البردِ

غير آبهةٍ بلصلصةِ المراهقين!

بصماتُ العناقِ المجنونِ وقحةٌ

والجدارُ الصامتُ مُتّكاُ انهزامكِ

يحدّثني

رحلةُ العناقِ تبدأ...

بجفنٍ مُنهكٍ

وهنا...

في المكان،

إلتفّتِ الذراعان

وسالَ الكحلُ متوسّلاً البقاء

وعلى انسياب العنقِ،

خطَّ الوداعُ ترنيمةً

بأوتارِ شفاهٍ مستجديةٍ

عودةً بعد رحيل!

المكان هنا...

لا يعرف الإيماء

واضحٌ كشفيرِ العشق

كحدّ المستحيل

واضحٌ تماماً...

وضوح القدِّ المهزوم على أضلعي...

أياماً أمضيتُها بين الشفاه

مصلوباً على هدب أنثى

أو تائهاً في تضاريسها...

قابعاً في زنازين الليل

مُكبّلاً بسمفونية أرقٍ

ترتحل من غابات رغبةٍ عذراء

إلى هضابٍ وصحارى تكوّرتْ

تارةً بسُمرةِ شهدٍ مسمومٍ

وأخرى بترياقِ نهدٍ مؤمنٍ

بزحفِ شموسيَ،

عابدٍ غير زاهدٍ في الهوى!

أياماً وأياماً يا حلماً...

راودني كبغتةِ الغزو الجاهلي

كضبابِ قمم المجهول والتحدّي

أثار عواصفي وبيارق التّيهِ في شاطئي

حملني في هجرةِ جسدٍ

على حُمّى الوجدِ يصطلي

جفاوةً...

وأنتِ القارعةُ مجاهلَ الجنونِ مجدداً

في ليلةِ حبٍّ ثائرٍ

كوني حلماً لا ينتهي

كوني حلماً ينزعني

من وابلِ وجعٍ أنهكني

بطيفِ كحلٍ وجيوشِ قُبلٍ

ممتدةٍ ... بألف عام !