01-09-2013, 12:42 AM
|
#1
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 1949
|
تاريخ التسجيل : Oct 2012
|
أخر زيارة : 01-31-2014 (08:05 PM)
|
المشاركات :
6,701 [
+
] |
التقييم : 71584925
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
ان العاقل هو الذي يدركه فهو يمر مر السحاب
قال الله تعالى :
وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا (62) " الفرقان
بكل تأكيد أن للوقت أهمية عظيمة ومكانة خاصة في حياة المسلم ، فالوقت هو الحياة، وتضييعه
في ما لا يعود على المسلم بمنفعة دينية أو دنيوية خسارة للحياة,,كما نبّه النبي صلى الله عليه وسلم :
على أهميته فقال: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ. رواه البخاري.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تزول قدما عبد يوم القيامة
حتى يسأل عن عمره فيما أفناه .. رواه البخاري.
إن الوقت الذي تعيشونه في هذه الحياة الدنيا أنفس ما للإنسان، ولا يقدر بالأثمان، وكل مفقودٍ يمكن أن يسترجع
إلا الوقت، فهو إن ضاع لم يتعلق بعودته أمل، ولذلك كان على المسلم أن يحفظه فيما ينفعه في آخرته ودنياه،
ويصونه عن الضياع والغفلة، ويستقبل أيامه استقبال شديد الظمأ لقطرة الماء، واستقبال الضنين للثروة النفيسة،
لا يفرط في قليلها فضلاً عن كثيرها، ويجتهد أن يضع كل شيء مهما ضؤل موضعه اللائق به
إن العمر الذي تعيشه هو مزرعتك التي تجني ثمارها في الدار الآخرة، فإن زرعته بخيرٍ وعمل صالح جنيت السعادة
والفلاح ، وكنت مع الذين ينادى عليهم في الآخرة: (كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ (الحاقة:24)
لهذا احرص على وقتك وقدره وثمنه فهو رأس مالك ورصيدك الذي ينفعك في الدنيا والآخرة، وقد جعل الإسلام
للوقت مكانته وبين أهميته، وحث على شغله بالطاعات والقربات، وحذر من ضياعه في المخالفات والمحرمات،
لقد صدق من قال: إن الوقت هو الحياة، وإنهما وجهان لعملة واحدة، فما الأيام إلا صفحات تقلب في كتاب حياتنا،
وما الساعات في تلك الأيام إلا كالأسطر في صفحاتها، التي سرعان ما تختم لننتقل إلى صفحة أخرى...وهكذا تباعًا
حتى تنتهي صفحات كتاب العمر.. وبقدر ما نحسن تقليب صفحات أيامنا تلك نحسن الاستفادة من كتاب حياتنا..
وبقدر استغلالنا لأوقاتنا نحقق ذواتنا ونعيش حياتنا كاملة غير منقوصة.. فقد خــلق الله الإنسـان لعبادته،
قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون(56)، ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون(57)،
إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين } ( الذاريات:56-58).
والمقصود بالعبادة هنا هو معناها الشامل الذي ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حين عرّف العبادة بأنها:
اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة لذلك كان الوقت أغلى ما يملكه الإنسان،
فهو كنزه ، ورأس ماله الحقيقي في هذه الدنيا، ذلك أنه وعاء كل شيء يمارسه الإنسان في حياته.
ويكفي الوقت شرفًا وأهمية أن الله عز وجل قد أقسم به في كتابه العزيز، وأقسم ببعض أجزائه في مواطن عديدة،
قال تعالى: - { والليل إذا عسعس (17)، والصبح إذا تنفس } ( التكوير:17-18).
- { والفجر(1)، وليال عشر } ( الفجر:1-2).
- { والشمس وضحاها(1)، والقمر إذا تلاها } ( الشمس:1-2).
- { والضحى(1)، والليل إذا سجى } ( الضحى:1-2).
- { والعصر(1)، إن الإنسان لفي خسر } ( العصر:1-2).
ومن هنا فالله عز وجل يقسم بتلك المخلوقات ليبين لعباده أهميتها، وليلفت أنظارهم إليها، ويؤكد على عظيم نفعها،
وضرورة الانتفاع بها ، وعدم تركها تضيع سدى دونما فائدة ترجى في الدنيا أو الآخرة. وقد روى البخاري في صحيحه
أن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ )
وهذا الحديث من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم : وهو في غاية الوضوح ، يرشد صلى الله عليه وسلم :
إلى أن الفراغ مغنم ومكسب، ولكن لا يعرف قدر هذه الغنيمة إلا من عرف غايته في الوجود ، وأحسن التعامل مع الوقت
والاستفادة منه .. فإذا اجتمعا -الصحة والفراغ - وغلب عليه الكسل عن طاعة الله فهو المغبون ، أما إن وفق إلى طاعة الله
فهو المغبوط . وهذا ما جعل الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه، يقول: إني أحتسب نومتي كما أحتسب قومتي ..
ومسؤولية الإنسان عن وقته شاملة لجميع عمره ، وهذا الوقت مما يُسأل عنه يوم القيامة، ففي الحديث الصحيح أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه، وعن علمه ما فعل به،
وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن جسمه فيما أبلاه ) لذلك حق جسمك عليك النوم والراحة للجسد والبدن
مشروط ، أي ينبغي أن يتقوى به الإنسان لما بعده ، فهو يرتاح ليتقوى على العمل، وليست الراحة لمجرد البطالة.
والعاقل هو الذي يدرك شرف زمانه وقدر وقته ، ولا تراه في ساعة من عمره إلا منشغلاً بعمل نافع للدنيا،
وإما بعمل للآخرة وقد أعد لهذا الأمر عدته ، بعيد عن التسويف وقد وضع في الحسبان إن الموت يأتي بغتة ،
ولم يغتر بحلم الله عز وجل ، قال تعلى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ
خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (الحشر:18-19).
وعلينا أن نعلم إن الوقت: يمر مر السحاب، ويجري جري الرياح، فدنياك مهما طالت فهي قصيرة، ومهما عظمت
فهي حقيرة ؛ لأن الليل مهما طال لابد من طلوع الفجر، ولأن العمر مهما طال لابد من دخول القبر، فالأيام تمر خلسة
ونحن في غفلة ، والأشهر, تجري وراءها، وتسحب معها السنين، وتجر خلفها الأعمار، وتطوى حياة جيلٍ بعد جيل ..
وبين يدي الملك الجليل سيعلم الذين خسروا أنفسهم وضيعوا أوقاتهم وأعمارهم أنهم ما لبثوا في هذه الدنيا إلا ساعة.
وما تحسر أهل الجنة إلا على ساعةً لم يذكرون الله فيها,
اللهم اجعل كل ساعة من حياتنا في ما يرضيك واجعل خير أعمالنا خواتمها ، وخير أعمارنا أواخرها،
وخير أيامنا يوم لقائك، اللهم وفقنا لشغل أوقاتنا وأعمارنا بطاعتك .
|
|
|