رد: مدونتى من اختيارى
الحلقة الخامسة عشر (الأخيرة)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
مع هذه الحلقة من سلسلة (ولتكن لك بصمة) والتي ستكون بإذن الله تعالى الأخيرة في هذه السلسلة.
إخواني الكرام….
ترك بصمة في هذه الدنيا ليس بالأمر السهل فهو توفيق من الله عز وجل أولا وأخيرا، ومن ثم يعتمد علينا نحن ، هل نريد فعلا أن نترك بصمة أم لا؟
قد يتساءل الكثير، ولماذا نترك بصمة؟ أقول وبشكل بسيط، لكي تستمر حسناتك بعد مماتك، دعونا نضرب مثالين لكي تكون الصورة أوضح، شخصين عاشا نفس العمر ولنفترض خمسين سنة، الأول جمع مليون حسنة – مثلا- وبعد أن مات توقفت حسناته لأنه لم يترك أي شيء وراءه وكان حريصا فقط على العبادات من صلاة وصيام وقراءة قرآن وغيرها –مع أهمية هذه العبادات إلا أن أثرها يعود على الشخص فقط -. والثاني جمع أيضا مليون حسنة ولكنه تميز عن الشخص الأول بأنه بجانب عبادته كان يدعو إلى الله تعالى بالوسائل المختلفة والمتنوعة وبالتالي ترك بصمة ولو بسيطة في حياة الناس. هذا بلا شك ستسمر حسناته بإذن الله بعد مماته وإذا افترضنا أن يوم القيامة سيكون بعد ألف سنة من وفاة هذا الشخص وفي كل يوم يحصل على عشر حسنات فالنتيجة مليون حسنة إضافية، فضل من الله ومنّة.
أرأيتم أهمية ترك بصمة في هذه الحياة؟ ولا ننسى أنه يجب أن نسعى جاهدين إلى أن تكون هذه البصمة بصمة خير لأنها إن كانت غير ذلك انقلبت على الشخص والنتيجة سيئات بدل الحسنات.
حاولنا خلال هذه الحلقات أن نبيّن وسائل متنوعة لكيفية ترك بصمة خير وكذلك بعض الصفات التي تساعد التي ترك بصمات خير في هذه الدنيا، ولا شك بأن هناك معان كثيرة أخرى في هذا الباب لم نتطرق إليها ولكن حسبنا ما ذكرنا وبفضل الله هناك الكثير من البرامج الإعلامية التي تتحدث عن هذا الجانب.
أسأل الله تعالى أن نكون قد وقفنا في هذه السلسلة، وأن نكون من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب، وأن يكون هذا العمل خالصا لوجهه الكريم.
هذا وإن كان من صواب فمن الله وحده وإن كان من خطأ فمن نفسي والشيطان، ولا تنسونا من دعواتكم الصالحة.
وترقبونا في سلاسل قادمة بإذن الله والحمد لله رب العالمين.
|