رد: مدونتى من اختيارى
هناك في أفق السكون..
مطر.. يرف على الغصون..
وشعور.. لم يـعرف اسمه بعد..
ينتظر الهطول!
• • •
هذا الشعور..
ليس فصل....
لكنه.. أثر الفصول
هو ليس حزن..
لكنه سـقيا دموع..
هو للفرح..
وليس جرح!
• • •
فهو رعد.. حراري..
يوقظ الغفوات بالتسبيح في صحن السماء!
هو سيل ماء..
وهو برق....
يملأ قبـة الأرض ضياء..
لا اسم له.. لكنه عمق الشعور..
عمق الحبور
• • •
هو أن تتقمص الأشياء حتى تحس بحزنها
حتى تلامس جرحها
فتتوحد اللحظات في لحظة
وبعمق شعورها تحظى!
• • •
هو فرح العصافير المبللة الفتية..
ترتعش..
فيرش ريشها بالماء أحلاماً جليـة!
هو وردة جورية..
جمدها الصقيع فزادت مخملية..
• • •
هو شجرة البستان..
تشتهي ثوبها الأخضر في نهايات الشتاء..
هو أن تشم رائحة التراب مغسولاً بماء..
قد جاء تواً من طهر السماء!
هو أن تتمتم لنفسك:...
الدنيا أشجع مني في البكاء!
• • •
هو لون ماء..
هو طعم ماء..
لا لون له..لا طعم له..لا عطر له
لكنه كل الحواس..!
هو كل شيء ضد ألوان اليباس!
• • •
هو مقعد.. خشبي مبلل.. يتذكر الزوار!
أو حوض زرع.. يشتهي النوار!
هو دولاب.... في مدينة الألعاب..
تمازجت ألوانه في لوحة ثلجية
تأكلها آلات تصوير الهواة
هو سيل ماء...
مسافر.. نحو القناة..
• • •
هو غيمة هاربة تلقي ظلاً على الرصيف
هو نفس الرصيف..
يسمع صوت الخطى مسرعة نحو القطار
هو لما كل.. صوت يعود لبيته..
إلا صوتاً في الجوار!
فتلتفت له..
أو يلتفت لك
فتجده مطر....
يقرع آخر المظلات
في انتظار الحافلة!
وحيدةً...
كعين بالدمع حافلة!
• • •
وبلا انتظار للجواب..
الجو يهطل أسئلة..!
وتدوخ أنت..
في رحلة نحو الجواب..
ما كنهه.. هذا الشعور.. ما لونه؟
لا لون له.. لا شكل له.. لا عطر له
لكنه كل الحبور.. كل السرور!
• • •
فهو الشتاء..
يأخذك مغربه إلى قمم الحنين
يسافر فيك..
خلف السنين..
هو بائع.. متجول يلم بضاعته..
تحت ضباب عامود الكهرباء..
فتشتري منه كعكاً..
من أجل شاي في المساء..
وتلمح (والداً) على الطابور.. ينتظر الرغيف
فيأخذك الحفيف...
نحو أمس من خريف!
فترى ملامح ذاكرة..
لرعشة مطرة أولى..
أتت ذات شتاء باكرة!
فتتوهج فيك أشباه الصور
وتتذكر..
أو.. لا تدري أتتخيل أنت أم تتذكر!؟
لما كان حسيس نار في مدفأة..
يلم أطفالاً حول أطباق الحساء..
والطفل..
يشم في شال جدته نعاس
ينام في حكايات المساء..
والأم تصرخ من الشرفة:
تعال يا ولدي سيصيبك البرد!
ورسائل...
كتبناها وما ردوا!
ورتابة الوقت..
عندما لم يأتوا..
لأن الجو ماطر!
وفراغ.. في روحنا..
بغيابهم حاضر!
• • •
ويشتد الهطول..
في داخلك..
وخارجك..
فتعود مسرعاً للبيت..
ولا يكون في الطريق..
إلا أنت..
وجنون أفق
ببدر يبلل وهجه
قطن غيمات!
إلا أنت.. وحبات مطر
ظلت عالقة بمعطف السؤال!
• • •
ويشتد الهطول..
والليل في البرد يطول
وتنام أنت
على وسادة أسئلة
يأكلها الفضول؟!
• • •
لكنك..
رغم اللـفح
رغم الهطول!
تفتح الشباك في الفجر ثانيةً
للعاصفة
فتهب زوبعة من الصور
فترى في المدى..
عصفوراً يبحث عن فطور
وبائع العطور
أدخل كرسيه الخشبي من باب دكانه..
كي لا يبلله المطر!
وأماً تلم غسيلها.. على عجل
فيصبح حبلها
كسطر.. تغادره الحروف!
وتسمع خطو أطفال يهرولون إلى المدارس
وتشم ثانيةً..
رائحة البرتقال مهرباً في حقائب مدرسية
وتشم رائحة التراب..
مغسولاً بماء..
قد جاء تواً من طهر السماء!
وتتمتم لنفسك: ...
الدنيا أشجع مني في البكاء!
وتغبط نفسك
على ما لم تقبض عليه بعد من شعور..
وتمتن.. السرور
تتقمصه..
فتبكي دون أن تعي
غور الأمور
وتبكي.. ثم تبكي.. ثم تبكي
ثم لا تدري أبكاء.. كان هذا أم مطر!؟.
فتنسى قهوتك..
على النار..
تغلي.. تدور
حتى تفور
ويترك بنها في ذهنك..
أيقونات من ضباب..
من بخور..
من شعور..
ما كنهه.. هذا الشعور.. ما لونه ؟
لا لون له.. لا شكل له.. لا عطر له
لكنه كل الحبور.. كل السرور!
|