الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد
مر مالك بن دينار يوما فى السوق
فرأى بائع تين
فتاقت نفسه إلى التين
ولم يكن يملك ثمنه
فطلب إلى البائع أن يؤخره
فرفض
فعرض مالك على البائع أن يرهن عنده حذاءه مقابل هذا التين
فرفض ثانية
فانصرف مالك
وأقبل الناس على البائع وأخبروه عن هوية المشترى
فبعث بغلامه إلى مالك بعربةالتين كلها
وقال لغلامه
إن قبلهامنك فانت حر لوجه الله
وذهب الغلام إلى مالك
واضعا فى باله أن يبذل قصارى جهده لينال حريته
فإذا بمالك يقول له
إذهب إلى سيدك
وقل له إن مالك بن دينار لايأكل التين بالدين
وإن مالك حرم على نفسه أكل التين إلى يوم الدين
قال الغلام يا سيدى خذها
إن فيها عتقى
قال مالك
إن كان فيها عتقك فإن فيها رقى
رأى مالك أن شهوته أذلته
وأن بطنه اهانته
فأدب نفسه وحرم عليها أكل التين
زجراً وتهذيباً لها .