■■ وهكذا صبر منتخب المواهب الأبيض الإماراتي طوال 89 دقيقة حتى إستطاع أن ينتزع الفوز من المنتخب الأزرق الكويتي الصلب بهدف قاتل غير قابل للتعويض ، ليتأهل بجدارة وإستحقاق إلى المباراة النهائية لخليجي 21 بالبحرين ، مؤكداً أن الامارات بقيادة المهندس مهدي علي ، لم تكسب فقط إنجاز التأهل للنهائي وفرصة إنتزاع لقب خليجي ثان ، بل كسبت أيضاً جيلاً ذهبياً جديداَ، مسلحاً بالمواهب والثقة والأداء الجماعي والثقافة الكروية والإستيعاب التكتيكي ، وكسبت فوق ذلك كله جنرالاً جديداً ، جاء من تراب الوطن، ليقود المنتخب الأبيض إلى مرحلة جديدة وطموحات تحلم بإنجازات أكبر على المستوى القاري وربما المونديال الروسي .

■■ المباراة كانت مبارزة تكتيكية واضحة من الدقيقة الأولى لم ينجرف ، مهدي علي للاندفاع الهجومي ، بنفس الطريقة التي خدع بها جوران مدرب الأزرق ، المدرب الهولندي رايكارد مدرب الأخضر السعودي في مباراة الكلاسيكو .

■■ رغم الضغط وفترات الحصار البيضاء بقيادة صانع اللعب الموهوب عمر عبد الرحمن وخاصة من العمق ، فلم يكن هناك إندفاع ،ولم تتوفر فرص ولا مساحات للهجمات المرتدة الزرقاء ، وقبل نهاية الشوط الاول لم يجد الأزرق بداً من تبادل الهجوم .. وهكذا أيضا كانت بداية الشوط الثاني ومعظم وقته مزيجا من اللعب الهجومي المفتوح المتكافيء بلا إندفاع ولا ترك للثغرات ولاحت فرص هنا وهناك سواء في القائم او بجوار خط المرمى، أو فرص أنقذها الحارسين ، وكنا نستعد لفاصل آخر من الوقت الإضافي الحاسم ، ولكن هجمة منظمة من الناحية اليسرى للظهير صنقور حسمت الموقف بكرة عرضية إستثمرها أحمد خليل داخل شباك الأزرق ليعلن تأهل الأبيض إلى المباراة النهائية بجدارة.

■■ أخيراً لا شك أن زيارة الشيخ عبد الله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي وعاشق الكرة ورئيس إتحاد الكرة الاماراتي الأسبق ، إلى معسكر المنتخب الأبيض في المنامة لبث الثقة ورفع المعنويات وتقديم نصائحه الثمينة للفريق والمدرب بعدم تصديق التصريحات الخداعة للشيخين أحمد وطلال الفهد والمسؤولين الكويتيين ، كان لها صدى وتأثير كبير في الفريق الأبيض ، بإحترام المنتخب الكويت لأقصي مدى وأخذه المباراة بمنتهى الجدية ، وعدم الإنخداع بالتصريحات الكويتية التي تهول من قوة ومناعة المنتخب الابيض ، بهدف تخدير وبث الثقة المبالغ فيها في لاعبيه ، لإخراجهم من التركيز وجعلهم يتصورون سهولة مهمة تخطي الكويت ، ولولا هذه التحذيرات ، لكان للمباراة شأن آخر!
......
عابرسبيل