السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
*آثار الذنوب على الإنسان:
قال تعالى:
(( ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير ))
الآية30 في سورة الشورى
كما أن لمخالفة الإرشادات الصحية آثار وعوارض , فا أيضاً في الركون إلى معاصي اللَّه
جل وعلا فلها آثارها أيضاً والآثار على كيفيات ونقسمها على حسب الاستقراء الناقص إلى أربعة موارد:
1- أثر الذنوب على العقل .
2- أثر الذنوب على الإيمان .
3- أثر الذنوب على الأمور الأخروية .
4- أثر الذنوب على الأمور الدنيوية .
(تأثير الذنوب على العقل)
تأثير الذنوب على العقل واضح للمتفطن حيث أنه كما أن المرآة تتسخ بسبب الغبار فلا يرى
منها فكذلك العقل بسبب الذنوب تحصل فيه حجب وأغطية فلا يستطيع أن يتحرك فلو
أن الإنسان لم يعص اللَّه تعالى أربعين يوماً لجرت ينابيع الحكمة على لسانه كما في الخبر.
فالذنوب تمنع من الإدراك والفهم ولذا لقمان الحكيم
لم يكن حكيماً إلا لصفاء سريرته وفي المقام
قال الرسول الله صلى اللَّه عليه وآله وسلم:
(( من قارف ذنباً فارقه عقل لا يرجع إليه أبداً ))
(تأثير الذنوب على الإيمان)
فتأثير المعاصي على الإيمان فهو كما أن الطاعة مقربة إلى الله تعالى وجالبة لرضاه
فكذلك المعاصي بضدها مبعدة عنه ومجلبة لسخطه والذنب على الذنب كالحطب مع النار
فبه تشتد المعاصي وباشتداد المعاصي يخرج الإنسان من موضع عناية اللَّه تبارك وتعالى.
(تأثير الذنوب على القرب الإلهي والاستعداد للآخرة)
فتأثير الذنوب على القرب الإلهي والاستعداد للآخرة هو سبب أساسي لنسيان اللَّه
وعدم الاستعداد للقائه
انظر إلى عظم الاقتحام في الذنب ولذا ترى في بعض الأوقات تحب أن تفعل
كل ما يرضي اللَّه من استماع القرأن الكريم وصلاة الليل وغيرها وهذا ينم عن
عمل صالح عملته فاللَّه أحبك وأراد منك غير هذا لكي تحضى على كرمه ,
وفي المقابل ترى بعض الناس يحب أن يسمع الغناء أو يتلهى في أمور لا يرضى
بها اللَّه تعالى من نظر إلى الأفلام الساقطة التي لا يقبلها اللَّه تعالى ولا رسوله
ولا أهل البيت ولا الصحابة رضوان الله عليهم،
وهذا يكشف على أن هذا الشخص بعُد عن اللَّه تعالى فقرب إليه الشيطان الرجيم
ولذا إذا حصلت هذه الحالة لأحد المؤمنين فلابد أن يأتي بطاعة للَّه تعالى ولو سجدة
لأنك بذلك ترغم أنف الشيطان .
وليس الأمر مقتصراً على هذا الحد وهو عدم التوفيق للطاعة بل في يوم القيامة يشاهد الأمرًين
فعن الرسول صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال: يا بن مسعود لا تحقرن ذنباً ولا تصغرنه
واجتنب الكبائر فإن العبد إذا نظر يوم القيامة إلى ذنوبه دمعت عيناه قيحاً ودماً
يقول اللَّه تعالى (يوم تجد كل نفس ما عملت ...)) الآية .
(تأثير الذنوب في الأمور الدنيوية)
فتأثير المعاصي على الأمور الدنيوية كبير جداً فكل مرض وبلية ومشكلة هي بذنب
بل أعظم من ذلك فحتى الخدشة والكبوة في الأرض
فعن أمير المؤمنين الإمام علي قال: توقوا الذنوب فما من بلية ولا نقص رزق
إلا بذنب حتى الخدش والكبوة و المصيبة قال اللَّه عزوجل (وما أصابكم من مصيبة ...)) .
بل أنه قد يبتلى الإنسان في زوجته والزوجة في زوجها أو في أبنائهم وما هو إلا بسبب الذنوب
فعن أمير المؤمنين قال: قد يبتلي اللَّه المؤمن بالبلية في بدنه أو ماله أو ولده أو أهله
وتلا هذه الآية (وما أصابكم من مصيبة ...)
وضم يده ثلاث مرات و يقول : ويعفو عن كثير .
وعن الإمام علي بن موسى الرضا قال:
المرض للمؤمن تطهير ورحمة وللكافر تعذيب ولعنة وإن المرض لا يزال بالمؤمن
حتى لا يكون عليه ذنب .
وعن الرسول صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال:
(( السقـــــــم يمحو الذنـــــــوب )) .
فلا يحزن من يصاب بالعاهات فهو وإن تألم و لكن هذا الألم لا يقاس بألم الآخرة فليفرح
وليحمد اللَّه على حاله وليطلب العون والمغفرة ولذا كان الإمام زين العابدين إذا رأى المريض
قد برئ قال له: ((ليهنئك الطهر - أي من الذنوب- فاستأنف العمل)) .
وحتى المرض في الأبناء أحياناً يكون كفارة لذنوب الوالدين....
بل إن الإنسان في بعض الأحيان يشعر بحزن ولا يعرف سببه
وما هو إلا ذنب عليه فاراد اللَّه تعالى عن طريق الحزن التكفير عنه
فعن الرسول صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال:
(إذا كثرت ذنوب المؤمن ولم يكن له من العمل ما يكفرها ابتلاه اللَّه بالحزن ليكفرها به عنه) .
بل أعظم من ذلك بعض الأحيان يرى كوابيساً وأموراً مخيفة في نومه
وما هي إلا كفارة لذنوبه فعن الإمام قال:
(إن المؤمن ليُهول عليه في منامه فتغفر له ذنوبه وإنه ليُمتهن في ذنوبه فتغفر له ذنوبه ).
بل إن من يموت بسبب الذنوب أكثر ممن يموت بسبب الأجل فاللَّه تعالى مثلاً قرر للإنسان
أن يعيش مائة سنة فإذا أذنب نقصت سنة وإذا اغتاب مثلاً نقصت مقدار
وهكذا حتى يموت في سن مبكرة وما هو إلا بسبب ذنوبه فعن الإمام قال:
من يموت بالذنوب أكثر ممن يموت بالآجال .
ضمان من اللَّه تعالى فلا تعصوا لكي لا تسلب نعمة منكم، بل لا تعصِ
لكي تنزل بركاته عليكم فان الإنسان إذا عصى منع اللَّه عنه ما أراد أن يعطيه من مال
أو ولد أو جاه أو صحة أو رزق أو غيرها
عن الإمام قال أن العبد يسأل اللَّه الحاجة فيكون من شأنه قضاؤها إلى
أجل قريب أو وقت بطيئ فيذنب العبد ذنباً فيقول اللَّه تبارك وتعالى للملك:
لا تقضي حاجته واحرمه إياها فانه تعرض لسخطي واستوجب الحرمان مني ).
وهنالك نوع من الذنوب مفعولها سريع فيعاقب الإنسان بها في الدنيا
فعن الرسول صلى اللَّه عليه و آله وسلم قال ثلاثة من الذنوب تعجل عقوبتها
ولا تؤخر إلى الآخرة عقوق الوالدين والبغي على الناس وكفر الإحسان) .
بل وهنالك ذنوب لها آثارها الخاصة وإليك هذا الخبر فعن الإمام قال:
الذنوب التي تغير النعم (البغي والذنوب التي تورث الندم القتل و التي تنزل النقم الظلم )
والتي تهتك الستر (شرب الخمر والتي تحبس الرزق الزنا)
والتي تعجل الفناء (قطيعة الرحم والتي ترد الدعاء وتظلم الهواء عقوق الوالدين )
ولا تظن أن للمعصية حلاوة حقيقية فهي سرعان ما تتلاشى
ويأتي العقاب ففي الدنيا ذل فعن الإمام علي قال:
(( من تلذذ بمعاصي اللَّه أورثه اللَّه ذلاً )) .
وفي الآخرة اليم العقاب فعن أمير المؤمنين قال:
(( حلاوة المعصية يفسدها ألم العقوبة ))
و اسال الله العظيم ان يغفر لنا ذنوبنا