السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
خطاب الله
تعالى للرســل
خاطب الله تعالى الانبياء بأسمائهم قال ( يانوح ) ( يأبراهيم ) ( ياموسى ) ( ياداود ) ( ياعيسى ) ... ولم يخاطب الرسول صلى الله عليه وسلم الا بلفظ النبوة والرسالة ( يايها النبى حسبك الله ) ( ياأيها الرسول بلغ مانزل اليك ) , ولا نجد فى القرآن الكريم كله نداء بأسمه , وفى هذا تفخيم لشأنه , وتعظيم لمقامه , واشارة انه سيد الاولين والاخرين , وامام الانبياء والمرسلين , وتعليم لنا الادب معه صلى الله عليه وسلم فلا نذكره الا مع الاجلال والتقدير , ولا نصفه الا بالوصف الاكمل ( لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا ) ( ان الذين يغضون اصواتهم عند رسول الله ا ولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى ).
انظر ماكتبه ابو حيان فى البحر المحيط 7/210 , وما كتبه القاضى عياض فى كتابه الشفاء .. فقد اجاد كل منهما وافاد
ان قيل لك : ما الفائدة بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتقوى وهو سيد المتقين ؟ فالجواب : انه امر بالثبات والاستدامة على التقوى كقوله تعالى ( يايها الذين امنوا آمنوا ) اى اثبتوا على الايمان , وكقول المسلم ( اهدنا الصراط المستقيم ) وهو مهتد اليه اصلا وغرضه ثبتنا على الصراط المستقيم , او نقول : الخطاب للرسول والمراد امته .
آداب الخطـــــابقال ابراهيم عليه السلام : ( واذا مرضت فهو يشفين ) كيف لم يقل واذا امرضنى ... بل اضاف المرض لنفسه حيث كان مكروها للنفس , واضاف الشفاء لله تعالى لكونه محبوبا للنفس .
كما قال ايوب عليه السلام : ( رب انى مسنى الضر وانت ارحم الراحمين ) ولم يقل امسستنى الضر فأرحمنى .
كذا قول الخضر ( فأردت ان اعيبها ) فأضاف العيب الى نفسه لما كان العيب مكروها , وانظر كيف اضاف الامر المحبوب للنفس الى الله تعالى فى قوله تعالى ( فأراد ربك ان يبلغا اشدهما ويستخرجا كنزهما ) قول الخضر / فأردت ان اعيبها ... وفى الخير فأراد ربك