رد: أكتب نصيحه لمن بعدك وللجميع
النصيحة لله: كلمة جامعة لأداء حق الله -جل وعلا- الواجب والمستحب، بالإيمان به ونفي الشريك عنه، وإخلاص التوحيد له في ألوهيته وربوبيته، وترك الإلحاد في صفاته، ووصفه بما وصف به نفسه ووصفه به رسوله، وتنـزيهه عن جميع النقائص. وأنّ له الأسماء الحسنى، والصفات العلا، وأنه لا سَمِي له، ولا ندّ له، ولا كفوَ له، كما قال -جل وعلا- هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا) وكما قال -جل وعلا-وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ).وكما قال -جلّ وعلا-لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) ...ومنها: الرغبة في محابه بفعل طاعته، والرهبة من مساخطه بترك معصيته، والاجتهاد في ردّ العصاة إليه. وكلّ عبادة تُوُجِّه بها إلى غير الله -جل وعلا- فهي خروج عن النصيحة لله تعالى.
ومنها أن يُحَبَّ -جلّ وعلا- أكثر من كل محبوب، وأن يُتَّبَع أمره، وأن يجتنب نهيه، وأن يصدق خبره، وأن يقبل عليه المرء بقلبه مخلصا له الدين كقوله تعالى:"ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله.." أي حققوا الإخلاص المطلوب...
ومن النصيحة المستحبة لله تعالى أن يراقب العبد ربّه في السر والعلن، فيما يأتي وما يذر من الأمور المستحبة، وأن يستحضر مقامه بين يدي الله -جل وعلا- دائما في الآخرة، ونحو ذلك مما يدخل في المستحبات؛ فإن النصيحة فيه لله -جل وعلا- مستحبة، فهي منقسمة بهذا الاعتبار إلى ما أوجبه الشرع في حق الله، فتكون النصيحة فيه واجبة، وما كان مستحبا، فتكون النصيحة فيه مستحبة.
|