رد: أكتب نصيحه لمن بعدك وللجميع
والنصيحة لأئمة المسلمين تشمل نوعي الأئمة:أئمة الدين وأئمة الدنيا..أي العلماء والأمراء؛..
فالنصيحة للأمراء والسلاطين والحكام بأن يُعْطَوا حقهم الذي أعطاهم الله -جل وعلا-، وبيّنه-تعالى- في الكتاب، وبينه رسول الله -- في السنة؛ من طاعتهم في المعروف، وعدم طاعتهم في المعصية، وأن يجتمع معهم على الحق والهدى، وتنبيههم على ما يخطئون فيه، وما يتجاوزون فيه حدود الشرع، وهذه المرتبة -كما قال ابن دقيق العيد في شرحه وغيره-من خصوصيات أهل العلم..ومنها نصحهم سرّا برفق ولين وترك التشهير بهم،
كما في قوله-عليه الصلاة والسلام-:" من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية، ولكن ليأخذ بيده فإن قبل منه فذاك وإلا فقد أدى الذي عليه"..وقد سئل ابن عباس -رضي الله عنهما- هل أُنْكِر على الإمام علناً؟ فقال: لا، بل دَارِهِ بذلك سرا..وفي صحيح البخاري: أن أسامة بن زيد جاءه جماعة، وقالوا له: ألا تنصح لعثمان؟ ألا ترى ما نحن فيه؟ فقال: أما إني لا أكون فاتح باب فتنة وقد بذلته له سرا".
ومن النصح للولاة إعانتهم على ما حملوا القيام به، ورد القلوب النافرة إليهم، وتبليغهم حاجات المسلمين، والجهاد معهم والصلاة خلفهم، وأداء الزكاة إليهم وترك الخروج عنهم بالسيف إذا ظهر منهم حيف، والدعاء لهم بالصلاح...
والنصيحة للعلماء: أن تحبّهم لأجل ما هم عليه من الدين، وما يبذلون للناس من العلم والخير، وأن يُنصَروا فيما يقولونه من أمر الشريعة، وفيما يبلغونه عن الله -جل وعلا-، وأن يُذَبَّ عنهم ، وعن أعراضهم، وأن تبثّ علومهم وتنشر مناقبهم، وتحسين الظن بهم، وأن يحبوا أكثر من محبة غيرهم من المؤمنين، وأن تُحْفَظ لهم مكانتهم وسابقتهم، ونشرهم للعلم؛ فإنه إذا نِيلَ من العالم، أو لم يُنْصَر ولم يُحْتَرم، فإنّ الشريعة تضعف في نفوس الناس، والشريعة إنما ينقلها أهل العلم..فوا أسفا على قوم هضموا أئمتهم وولاة أمورهم حقوقهم، فأفسدوا دينهم ودنياهم بهتك أستار الأمراء والعلماء..
|