وأحْبُو على أرصِفةِ الانتظارِ أرَقًا ،
تلُوكُني الأشوَاقُ بينَ أضراسِ غيَابِك ،
تقذِفُني السَّماوَاتُ بِحِجَارةٍ مُتَّقِدَةٍ تُصِيبُني في غيرِ مَقتَلٍ ؛ لتُذِيقنِي مَرارةَ الوَجعِ
ووووو أتوَجَّع !
يُشْرقُني تَذكُّرك
يا مُستودَعَ الأنّاتِ ، هدّنِي وَجعِي !
فأنْحَنِي مُقبِّلةٍ الأرْضَ أن خَبِّئِيني خبِّئينِي ...!
فهَذهِ الوَحْدَةُ تعبثُ بي ،
تبْصُقُني في وجْهِ المَرضِ ،
تُدثِّرُني بلِحَافٍ بارِدٍ ؛ لأتَكفَّنَ بهِ عن لَسْعَةِ شَوقٍ ..
فالوَحْدةُ ؛ هِي الغُرفةُ القَاتمَةُ فِي أقَاصِي الرُّوحِ ..
ربَّـااااه !!
صوتُ الآآآهِ المبْحُوحَةِ تخْدِشُ حُنجَرتِي
شاخَت عيْنيَّ تنظرُ في المدَى وَجْهَك ،
أقطِفُ ستَائِرَ غُرفتِي هُرُوبًا مِن العُتْمةِ ،
أعَانقُ نافِذتي التِي تُشاهِدُ العالمَ عدَاك ،
أُصَلي هُطولًا تُدْركُنِي بهِ السَّماء ..
أيَا سيّدَ الغِيابِ /
كمْ يلْزمُنِي من الوَقْتِ والتَّأوُّهِ وأنا أنْفِضُ ذا الغُبارَ من عَلى هذا الكُرسِيِّ المتَغَضِّنُ
مِن طُولِ الانتِظارِ ؟
كم يلَزمُنِي مِن الكلِماتِ التِي سَأرمِيها عَليهِ بأنَّك قريبٌ وستَأتِي ؟
ذَبلُتْ عُروقُ قلْبي من فَرْطِ الانتِظَار
ويبقَى غِيابُكَ هو الرَّمادِيّة التِي تَعيشُ فِي صَدرِ يتِيمٍ ،
هُو ذَاتُ الإطَارِ البَاهِتِ المُتأرْجحِ بيْنَ عَينيّ وشَفَتيّ الثَّرثارةِ بالسُّؤالِ عنكَ ،
والمخْنُوقةِ بالإجَاباتِ الغَارقَةِ في لُجَّةِ الكَآبةِ .
و تبقَى أنْتَ الغُصْنُ الوَجلَ فِي هذا المكَانِ القصِيِّ
في الرُّكنِ الباردِ مِن صَدرِي ،
أجدُكَ تَرتجِفُ مِن الوَحدةِ ،
تُذوّبكَ الذِّكرَياتُ ، ويقْهرُك التَّذكرُ مثْلي.
فيَا أيُّها النِّسيانُ ، بعْثِر تَذكُّرِي..!