بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 1949
|
تاريخ التسجيل : Oct 2012
|
أخر زيارة : 01-31-2014 (08:05 PM)
|
المشاركات :
6,701 [
+
] |
التقييم : 71584925
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
لاتغفلان عن قرة الأعين
مرحبأً بكم جميعأً
لاتغفلان عن قرة الأعين
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فلا شك أن كلِّ أبٍ وأم يحبان الخير لأولادهما، ويسعيان جهدهما ويبذلان كل غال ونفيس لمصلحتهم وسعادتهم.
ولكن قد يحدث خللٌ في معرفة مصلحة الأولاد من بعض الآباء أو الأمهات, أو قد ينّصَبُ الجهد على بعض الجوانب مع إهمال لجوانب أخرى قد يكون من الواجب تقدَّيمها على غيرها.
لكن الأب الواعي والأم المشفقة لا يغفلان عن إدراك هذه الحقيقة, فهما يسعيان دائماً لرعاية أولادهما بكل ما يعود عليهم بالنفع الدائم والمثمر في العاجل والآجل.
ومتى تفطّن الوالد لذلك؛ تراه يحرص على الاهتمام بجوانب التربية التي يسعد بها الولد في دنياه وآخرته معاً, وأما الاهتمام بجوانب التربية الجسمية مثلاً مع الإهمال في الجوانب الدينية؛ فإنه تعب دون طائل، بل وخسارةً فادحةً من الجهد والمال والوقت, وقد يخسر الوالد من هو أعز عليه من ذلك كله: ولدَهُ وفلذة كبده.!
فإن من حقوق الولد على أبيه وأمه: تعـاهده بحسن التربية, والرعاية, والدعاء, والنصيحة، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ما من عبد يسترعيه الله رعية فلم يحطها بنصيحة إلا لم يجد رائحة الجنة ".( أخرجه البخاري)
فلابد أن يدرك الجميع مفهوم الرعاية والمسؤولية, وأن يقوم الآباء والأمهات بتربية الأولاد على أكمل الوجوه وأتمها؛ليكون الولد لهما قرة عين.
ومعلوم أن أداء الأمانة في رعاية الأولاد ليس مقصوراً على تحصيل مصالح الدنيا من تأمين المعيشة والمستقبل ..فحسب,كلا! وإنما يتعدى ذلك إلى الرعاية الشاملة لخير الدنيا وسعادة الآخرة, فسعادة الأبوين لا تطيب ولا تكتمل إلا بسعادة أولادهما ؛ لذلك أمرنا الله بوقايتهم من النار فقد قال الله عز وجل:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}.
فمن أرد أن يكون أولاده قرة عين له؛ فليتعرف على الحق الواجب لهم عليه.
فإن الآباء صنفان : الأول منهما: من يجهل معنى رعاية الأمانة، أو يقصر فيها.
والثاني: الذي يدرك مفهوم أداء الأمانة في رعاية الأولاد.
فأما الأول : فقد اقتصر اهتمامه في تربية أولاده على حظوظهم الدنيوية.
ترى رعايته واضحة في الاهتمام بالجانب الدنيوي, متهاون في جوانب التربية الدينية, لا تنال من الاهتمام القدر الذي يجب عليه, ويكفل سعادة ولده.
والمقياس الذي يقيس به نجاحه في رعايته يقوم على هذا المفهوم الخاطئ, فتراه مثلاً يعطي تفوق أولاده في أمور الدنيا كل اهتمامه,- وهذا حسن- لكن يجب أن لا يجعل ذلك دليلاً على قيامه بمسؤولية الرعاية والأمانة تجاه أولاده.
مع الفرق الكبير والواضح في اهتمامه بالنواحي الدينية, حيث يتسامح في ذلك كثيراً؛ فتتغلب عليه العواطف الزائفة، وينساق وراء الأماني الخادعة.
أيها الأب الناصح وأيتها الأم الرءوم الحرص على مصلحة ورعاية الأولاد واجب شرعي وفطري, ولكن الخلل والتقصير ظاهر وحاصل لا ينكر, فهل نبحث معاً أسباب ذلك لنقوم باستدراك أخطائنا وعلاج تقصيرنا في تربية ورعاية الأولاد من بنين وبنات.
ولنجعل الصلاة مثالا لذلك لمكانتها وحسن أثرها في الصلاح لو تفطن كثير من الآباء والأمهات لذلك لسهل عليهم كثير من أمور التربية, قـال النبي صلى الله عليه وسلم : العهـد الذي بيننا وبينهم الصـلاة، فمن تركهـا فقد كـفر ".(الترمذي والنسائي وابن ماجه وأحمد). وقال صلى الله عليه وسلم " كلكم راع, وكلكـم مسئول عن رعيته " .صحيح البخاري ومسلم
فتلك خسارة فادحة ومصيبة عظيمة إن لم نتداركها بالعزيمة الصادقة وإلا فهي والله خيانة للأمانة, وتفريط في أغلى شيء لدى الإنسان بعد نفسه! وتلك الحقيقة التي نواجهها بمرارة.
فمن حصل منه هذا التفريط والتهاون: فلا يمنعه وقوعه في التقصير عن تلافيه، وتصحيح أخطائه قبل أن يفلت الزمام من يديه, وتعظم خسارته بشقاء بناته وبنيه.
وليعمل على إصلاح أمره, وليبحث عن الأسباب التي قادته إلى التهاون بصلاته, وليحرص على معالجتها بالترغيب والتعليم والترهيب.
فمن كان يرجو أن يكون ولده قرة عين له, باراً به في العاجلة , وذُخراً له في الآخرة, ؛ فليحمله على طاعة الله وتقواه, وليحرص على كل ما يعينه بإذن الله على تحصيل الحظ الأوفـر مـن التربية الدينية التي تقوّم سلوكه وتهذب أخلاقه.
الصنف الثاني من الآباء: الذين اتقوا الله في أنفسهم وأولادهم, فطريقتهم في رعاية أولادهم وتربيتهم تبرز في الجوانب التالية:
الحرص على مصالحهم الدنيوية, والجمع بينها وبين تحصيل العلوم الدينية والواجبات الشرعية , فإن السعي في الدنيا يكون طاعة وقربى إذا حسنت فيه النية, والأب الناصح لأولاده يجمع لهم الحسنيين، ويدلهم على طريق السعادتين, لا تأخذه العاطفة في أمر الله. يعتني بصلاح أولاده في معادهم كما يسهر على صحتهم ويكدح لمعاشهم , فيأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحميهم من وسائل هدم الدين والأخلاق, يشجعهم على أعمال الآخرة ويحثهم على أعمال الدنيا.
جعل همه رعاية أولاده، وصلاحهم غايته, يرى سعادتهم في طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. قد شمل جوانب التربية المفيدة كلها بالحفظ والعمل الدائب، والرعاية والتعاهد الدائم, لا يتوانى عن التعليم والتأديب, ولا يسأم من المتابعة والتشجيع, ولا ييأس من صلاحهم.
هو بهم رءوف رحيم, مؤدب طبيب حكيم.
يحوطهم برعايته, ويتعاهدهم بنصحه وتشجيعه, ويحفهم بعطفه وحنانه , لا يفتر لسانه من دعاء الله لهم بالصلاح والهداية. {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}.
{ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
|