والله غريب أمرك يا إنسان !!!

فقير من متعة المال حرم، فبات الليل بالله يستجير

يشكو إليه ضنك الحال ، وطعم الحياة المرير
ويرجوه لذة الغنى ورغد العيش ولبس الحرير
ويعد مولاه بالتصدق على كل بائس وفقير
وأداء الزكاة ليس كحال ذاك الغني أو ذاك الأمير
فما إن تبسط له الدنيا بفضل الغني المعطي القدير
حتى تراه للمتعة خانع وذليل وبالأموال مكبل وأسير
وعن عبادة الله ومناجاته لاهٍ ولمنه وفضله غير جدير
أو ليس غريبا أمرك أيها الفقير؟!!!

قال الله تعالى :

( وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ
فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ )

[ التوبة : 75 - 76 ]

وهذا العليل ،بالأسقام والضر قد ابتلي

فبات تائها بين هذا الطبيب وذاك الصيدلي

إلا أن فطن أنه لا شفاء إلا بإذن الله الواحد الشافي
فبات لمولاه في كل سجدة يتخشع ويناجي
أن يكشف السوء،والضر عنه ينجلي
وعلى طاعة مولاه سيحيا وسنة خاتم الرسل يقتفي
وما إن كشف عنه ربه السوء وجسده شفي
رأيته يهيم في الأرض يتكبر، يفسد، ويبغي
أفليس أمرك غريبا أيها المبتلي؟!!!

قال الله تعالى

(وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَآئِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ
مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ)
[سورة يونس: آية 12]

وانظر لحال هذين الوالدين، حرما نعمة الذرية

فتشبتا بكل خيط أمل وراء كل دواء وعملية

إلى أن تسلل اليأس قلوبهما فهرعا إلى رب البرية
يسألانه لئن رزقتنا نعمة الولد لنشكرك حتى المنية
ولننشئنه في ظلال القرآن وسنة خير البشرية
وما إن يرزقهما المعطي الذرية وما أجملها من هدية
حتى يسلكان به دروب الحياة بعيدا عن مبادئنا الدينية
أو ليس غريبا أمركم يا من حرمتم الذرية ؟!!!

قال الله تعالى :

(لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ)
[سورة الأعراف الآيتان 189-190]

وعدِّد من مواقف البشر فإنك لن تنتهي،ولكن لنقف لحظة نتدبر ونعي

لم حين نكون في حالة فقر ،جوع ،ضر ،بؤس وخوف...لله نحن نهرعي؟!!

وما إن يُرفَع البلاء، ويُكشف السوء، وتُغدق النعم ...عن الله نحن نهرعي؟!!
مع أن حلاوة الصبر في "السراء والضراء" عبادة لمن كان للقاء ربه طامع

قال الله تعالى :

( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ *
الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ *أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ )
[البقرة: الآيات 155-156 -157]

فاللهم اجعلنا ممن هم بالسراء والضراء لك بالدعاء متضرع

وصل وسلم وبارك على خير الورى وقدوة الناس أجمع
إنك إلاهي خير مجيب وهادي وخير سامع