02-20-2013, 05:18 PM
|
#1
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 1539
|
تاريخ التسجيل : Aug 2011
|
أخر زيارة : 01-03-2020 (02:26 AM)
|
المشاركات :
24,430 [
+
] |
التقييم : 978
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
لحوم البشر:أشهى مأكولات البشر؟
لحوم البشر: أشهى مأكوﻻت العصر؟
ﻻ تطيب مجالس الناس اليومَ إﻻ بتناول وجبةٍ دسمة
من لحم أحد المسلمين، ينهش الجالسون في لحم هذا الشخص ،
كلٌّ منهم يتناول قطعةً منه، فﻼ يشبعون وﻻ يملُّون من تَكرار
تناولها كُلَّما اجتمعوا، حتَّى أصبحت رائحة الغِيبة المنتنة
تفوح من المجالس.
فإلى مَن أدمنوا أكل لحوم البشر أقول: إنَّ الغيبةوقد نهانا الله - تعالى - عن الغيبة
مرض خطير، وداء فتاك، وسلوك يُفرق بين اﻷحباب ،
قول الله تعلاي{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا
مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَﻻ تَجَسَّسُوا وَﻻ يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا
أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ
إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ} [الحجرات: 12].
والغيبة كما قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -:
((ذكرك أخاك بما يكره ولو كان فيه))، قيل: يا رسول الله،
إن كان في أخي ما أقول؟ قال: ((إن كان فيه ما تقول
فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهتَّه))[1]،
ومايكرهه اﻹنسان يتناول خَلْقَه وخُلُقه ونسبه، وكل ما يخصه.
وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قلت للنبي -
صلَّى الله عليه وسلَّم -: حسبك من صفية كذا وكذا – تعني:
أنَّها قصيرة - فقال النَّبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -:
((لقد قلت كلمة لو مزجت بماءِ البحر لمزجته))؛
أي: خالطته مُخالطة يتغيَّر بها طعمه أو ريحه؛ لشدَّة قبحها.
والغيبة من كبائرِ الذُّنوب، وهي مُحرمة بإجماع المسلمين؛
فقد قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -:
((كل المسلم على المسلم حرام: ماله وعرضه ودمه))[2].
وعن سعيد بن زيد - رضي الله عنه - قال:
قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم
- قال: ((إنَّ مِن أرْبَى الرِّبا اﻻسْتِطالَةَ في عِرْضِ المُسْلِمِ بِغَيْرِ حَقّ)).[3]
والقائل والمستمع للغيبة سواء ؛
قال عتبة بن أبي سفيان ﻻبنه عمرو:
"يا بني، نزِّه نفسك عن الخنا، كما تُنَزِّه لسانك عن البذا ؛
فإنَّ المستمع شريك القائل".
لذلك ﻻ تعجب حين تَجد القرآن الكريم يصوِّر الغيبة
في صورة مُنفرة، تتقزز منها النفوس، وتنبو عنها اﻷذواق؛
قال تعالى: {أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ}
[الحجرات: 12]، فشبَّه أكل لحمه ميتًا المكروه للنُّفُوس
غاية الكراهة باغتيابه، فكما أنَّ الناس يكرهون أكلَ لحمه ،
وخصوصًا إذا كان ميتًا، فكذلك فليكرهوا غيبته،
وأكل لحمه حيًّا؛ قال السعدي - رحمه الله -: "وفي هذه اﻵية
دليل على التحذير الشديد من الغيبة، وأنَّ الغيبة من الكبائر؛
ﻷنَّ الله شبهها بأكل لحم الميت، وذلك من الكبائر". اهـ.[4]
فمثل المغتاب كمثل الكلب، فالكلبُ هو الحيوان
الذي يأكلُ لحمَ أخيه بعد موته.
والمغتاب يُعذب في قبره بأن يخمش وجهه بأظفاره،
حتَّى يسيل منه الدَّم، ففي ليلة المعراج مرَّ النبي -
صلَّى الله عليه وسلَّم - بقومٍ لهم أظفارٌ من نحاس يخمشون بها
وجوههم وصدورهم، فقال: ((من هؤﻻء يا جبريل ؟ قال:
هؤﻻء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم)).
وعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
الْمِنْبَرَ فَنَادَى بِصَوْتٍ رَفِيعٍ فَقَالَ:((يَا مَعْشَرَ مَنْ قَدْ أَسْلَمَ بِلِسَانِهِ
وَلَمْ يُفْضِ اﻹِيمَانُ إِلَى قَلْبِهِ، ﻻَ تُؤْذُوا الْمُسْلِمِينَ، وَﻻَ تُعَيِّرُوهُمْ،
وَﻻَ تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ؛ فَإِنَّهُ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ،
تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، يَفْضَحْهُ وَلَوْ فِي جَوْفِ رَحْلِهِ)).[5]
قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -:
"عليكم بذكر الله؛ فإنَّه شفاء، وإيَّاكم وذكرَ الناس فإنه داء".
وقال الحسن البصري - رحمه اللَّه -: "والله، للغيبة
أسرع في دين الرَّجل من اﻷكِلَةِ في الجسد".
وعن الحسن البصري - رحمه اللَّه - أنَّ رجﻼً قال له:
إنَّك تغتابني فقال: ما بلغَ قدرُك عندي أنْ أحكِّمَكَ في حسناتي.
وقال ابن المبارك - رحمه اللَّه -: "لو كنتُ مُغتابًا أحدًا ،
ﻻغتبتُ والديَّ؛ ﻷنَّهما أحقُّ بحسناتي".
حصائد اللسان هﻼك اﻹنسان:
مما ﻻ شكَّ فيه أن اللسان هو الذي يقود إلى هذه العظائم
من اﻵثام والذُّنوب؛ فعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِىِّ
- صلَّى الله عليه وسلَّم - فِي سَفَرٍ، فَأَصْبَحْتُ يَوْمًا قَرِيبًا مِنْهُ ،
وَنَحْنُ نَسِيرُ، فَقُلْتُ: يَا نَبِىَّ اللَّهِ، أَخْبِرْنِى بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِى الْجَنَّةَ،
وَيُبَاعِدُنِى مِنَ النَّارِ، قَالَ: ((لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْ عَظِيمٍ،
وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ، تَعْبُدُ اللَّهَ وَﻻَ تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا،
وَتُقِيمُ الصَّﻼَةَ، وَتُؤْتِى الزَّكَاةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ -
ثُمَّ قَالَ -: أَﻻَ أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ: الصَّوْمُ جُنَّةٌ،
وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ، وَصَﻼَةُ الرَّجُلِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ))،
ثُمَّ قَرَأَ - قَوْلَهُ - تَعَالَى
-: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ}
[السجدة: 16]، حَتَّى بَلَغَ {يَعْمَلُونَ}، ثُمَّ قَالَ:
((أَﻻَ أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ اﻷَمْرِ وَعَمُودِهِ وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ؟))،
فَقُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:
((رَأْسُ اﻷَمْرِ وَعَمُودُهُ: الصَّﻼَةُ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ: الْجِهَادُ))،
ثُمَّ قَالَ: ((أَﻻَ أُخْبِرُكَ بِمِﻼَكِ ذَلِكَ كُلِّهِ؟))،
فَقُلْتُ لَهُ: بَلَى يَا نَبِىَّ اللَّهِ، فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ فَقَالَ: ((كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا))
، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ،
فَقَالَ: ((ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى وُجُوهِهِمْ
فِي النَّارِ - أَوْ قَالَ: عَلَى مَنَاخِرِهِمْ - إِﻻَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ)).[6]*
وحصائدُ اللسان: أقواله المحرمة، وهي أنواع كثيرة،
فمنها ما يُوصل إلى الكفر، ومنها دون ذلك، فاﻻستهزاء
بالله ودينه، وكتابه ورسله وآياته، وعباده الصالحين فيما
فعلوا من عبادة ربِّهم، كلُّ هذا كُفر بالله، ومخرج عن اﻹيمان،
وهو من حصائد اللِّسان، والكذب والغيبة والنميمة،
والفحش والسب واللعن، كُلُّ هذا من حصائد اللسان؛
قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ الله ليبغض الفاحش البذيء)).[7]*
قال الحافظ ابن رجب: "والمرادُ بحصائد اﻷلسنة:
جزاءُ الكﻼم المحرَّم وعقوباته، فإنَّ اﻹنسان يزرع بقوله
وعمله الحسنات والسيئات، ثُمَّ يحصد يوم القيامة ما زرع،
فمن زرع خيرًا من قولٍ أو عملٍ، حَصَد الكرامة، ومن زرع شرًّا
من قولٍ أو فعل، حَصَد النَّدامة، وهذا يدلُّ على
أنَّ كف اللسان وضبطه وحبسَه هو أصل الخير كلِّه،
وأنَّ من ملك لسانه، قد ملك أمره وأحكمه وضبطه". اهـ.
وجاء عند الطبراني وحسنه اﻷلباني عن أبي ذر - رضي الله عنه
- قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم-: ((عليك بطول الصَّمت،إﻻَّ مِن خير؛ فإنَّه مَطردة
للشيطان عنك، وعون لك على أمر دينك))
.يَجبُ على كل مسلم أنْ يصونَ لسانه ويحفظه، وأﻻَّ يطلق له العنان،
فﻼ يسمح لنفسه أن يتكلم بغير ما هو حق وخير ومعروف،
وأن يكفَّ لسانه عما هو باطل وشر ومنكر؛ قال تعالى:
{مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق: 18]،
وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -:
((من كان يؤمن بالله واليوم اﻵخر، فليقل خيرًا أو ليصمت))[8].
قال النَّووي في "اﻷذكار": فهذا الحديث المتفق على صحته
نصٌّ صريح في أنَّه ﻻ ينبغي أن يتكلم إﻻَّ إذا كان الكﻼمُ خيرًا،
وهو الذي ظهرت له مصلحته، ومتى شكَّ في ظهور المصلحة،
فﻼ يتكلم؛ قال اﻹِمام الشافعي - رحمه اللَّه -: إذا أراد الكﻼم،
فعليه أنْ يفكر قبل كﻼمه، فإن ظهرت المصلحة، تكلَّم،
وإن شكَّ لم يتكلم حتى تظهر. اهـ.
وعن عقبة بن عامر - رضي الله عنه -
قال:؟ قلتُ: يا رسولَ اللّه، ما النجاة قال:
((أمْسِكْ عَلَيْكَ لِسانَكَ، وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ، وَابْكِ على خَطِيئَتِكَ))،
وعن سهل بن سعد قال: سمعت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -
يقول: ((مَنْ يَضْمَنْ لي ما بينَ لَحْيَيْهِ وَما بينَ رِجْلَيْهِ، أضْمَنْ لَهُ الجَنَّةَ))[9].
فالمؤمنُ الصادق اﻹيمان بالله ولقائه ﻻ يتكلم
إﻻَّ إذا كان الكﻼم خيرًا، أمَّا إذا كان الكﻼم شرًّا فﻼ يتكلم؛
فعن أبي هريرة - رضي الله عنه -:
أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال:
((إنَّ العبدَ ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ﻻ يُلقي لها
باﻻً يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة
من سخط الله ﻻ يلقي لها باﻻً يهوي بها في جهنم))[10].
وقد سُئل - صلَّى الله عليه وسلَّم -: أيُّ المسلمين خيرٌ؟
قال: ((مَن سَلِمَ المُسلمون من لسانه ويده))[11]؛
وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ﻻ يستقيمُ إيمانُ عبدٍ حتَّى
يستقيم قلبه، وﻻ يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه،
وﻻ يدخل رجل الجنَّة ﻻ يأمن جاره بوائقه)).[12]
وقد أخذ ابنُ عباس بلسانه، وقال له: "اسكت تغنم،
واسكت عن سوءٍ تسلم، وإﻻَّ فاعلم أنك ستندم"،
وفي رواية عن أبي وائلٍ: أن عبدالله - رضي الله عنه -
ارتقى الصَّفا، فأخذَ بلسانِه فقال: "يا لسانُ، قُلْ خيرًا تَغْنَمْ،
واسْكُتْ عن شرٍّ تسْلَم، مِن قَبْلِ أنْ تَنْدَمَ"، ثُمَّ قال:
سمعتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول:
((أكثرُ خطايا ابنِ آدَم في لسانه)).[13]*
وكان ابنُ مسعود يقول: "والله الذي ﻻ إله إﻻ هو،
ﻻ يوجد في هذا الكون شيء أحق بطول حبس من لسان".
وقال اﻹِمامُ الشافعيُّ - رحمه اللَّه - لصاحبه الرَّبِيع:
"يا ربيعُ، ﻻ تتكلم فيما ﻻ يعنيك، فإنك إذا تكلَّمتَ
بالكلمة، ملكتكَ ولم تملكها".
لذلك ما من يوم تصبح اﻷعضاء إﻻَّ وهي تُخاطب اللسان،
وتقول له: "اتقِّ الله فينا؛ فإنما نحن بك، فإن
استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا".
قال ابنُ القيم - رحمه الله -: "ومن العجب أنَّ اﻹنسانَ
يهون عليه التحفظ واﻻحتراز من أكل الحرام والظلم والزِّنا ،
والسرقة وشرب الخمر، ومن النظر المحرم وغير ذلك،
ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه، حتَّى ترى الرجل يُشار إليه
بالدِّين والزُّهد والعبادة، وهو يتكلم بالكلمات من سخطِ الله
ﻻ يلقي لها باﻻً، يزل بالكلمة الواحدة منها
أبعد مما بين المشرق والمغرب، وكم ترى من رجلٍ مُتورع
عن الفواحش والظلم، ولسانه يفري في أعراض اﻷحياء واﻷموات،
وﻻ يبالي ما يقول". اهـ.[14].
احْفَظْ لَسَانَكَ أيُّهَا اﻹِنْسَانُ *** ﻻَ يَلْدَغَنَّكَ إِنَّهُ ثُعْبَانُ
كَمْ فِي الْمَقَابِرِ مِنْ قَتِيلِ لِسَانِهِ *** قَدْ كَانَ هَابَ لِقَاءَهُ الشُّجْعَانُ
كفارة الغِيبة:
الغيبة من الكبائر، وليس لها كفارة إﻻَّ التوبة النصوح ،
وهي من حقوق اﻵدميين، فﻼ تصح التوبة منها
إﻻَّ بأربعة شروط، هي:
1- اﻹقلاع عنها في الحال.
2- الندم على ما مضى منك.
3- العزم على أﻻَّ تعود.
4- استسماح من اغتبته إجماﻻً أو تفصيﻼً ،
وإن لم تستطع، أو كان قد مات أو غاب ،
تكثر له من الدعاء واﻻستغفار.
|
|
|