وقرنه بالتوكل، قال تعالى: {وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (58) الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} (59){سورة العنكبوت}
وقرنه بالصلاة فقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (153) {سورة البقرة}
وقرنه بالتقوى في عدة آيات منها قوله تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} (90) سورة يوسف.
وقرنه بالعمل الصالح، فقال سبحانه: {إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} (11) سورة هود.
وقرنه بالجهاد، فقال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ } (31)سورة محمد.
وقرنه بالاستغفار: فقال عز وجل: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ} (55)سورة غافر.
وقرنه بالتسبيح فقال عز من قائل {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ} (39)سورة ق.
وقرنه بالحق، فقال تعالى: {وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ(3)} سورة العصر.
وقرنه بالرحمة، قال تعالى: {ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ} (17) سورة البلد ،
وقرنه بالشكر في عدة آيات،قال تعالى:
{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} (5) سورة إبراهيم.
وقد ذكر الصبر في القرآن الكريم في مائة وأربعة مواضع وما ذلك إلا لدوران كل الأخلاق عليه، وصدورها منه، وكلما قلبت خلقاً أو فضيلة وجدت أساسها وركيزتها الصبر:
فالعفة: صبر عن شهوة الفرج ونظر العين للحرام.
وشرف النفس: صبر عن شهوة البطن.
وكتمان السر صبر عن إظهار مالا يحسن إظهاره من الكلام.
والزهد: صبر عن فضول العيش.
والقناعة: صبر على القدر الكافي من الدنيا.
والحلم: صبر عن إجابة داعي الغضب.
والوقار: صبر عن إجابة داعي العجلة والطيش.
والشجاعة: صبر عن داعي الجبن والخوف.
والعفو: صبر عن إجابة داعي الانتقام.
والجود: صبر عن إجابة داعي البخل.
والكيس: صبر عن إجابة داعي العجز والكسل.
وفي الحديث النبوي الشريف:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآَنِ أَوْ تَمْلَأُ مَابَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالصَّلَاةُ نُورٌ وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْعَلَيْكَ كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا. "رواه مسلم.
وقال أيضا:
"مَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ، وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ" رواه البخاري.
وقال الشاعر:
لا تـيـأسن وإن طـالت مطـالبـة *** إذا استـعنت بصبـر أو تـرى فرجـا
أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته *** ومدمن القرع للأبــواب أن يلجـــا