وجود التناقضات في الإنسان والوجود ضرورة
لمعرفة معنى جمال الأشياء من حولنا،
كيف لا والضد يظهر حسنه الضد،
ولربما ضاقت على الواحد منا الأرض بما رحُبت،
لتناسيه تلك الحقيقة،




ولحظة تأمل لكل ما حولك قد تنبيك أصل الحكاية كلها...



فلولا صخب الحركة لما أدركنا صمت السكون.



ولولا زحمة الحياة والانشغال لما استمتعنا بالهدوء والاسترخاء.



ولولا الفوضى لما أدركنا روعة النظام والترتيب.



ولولا القبح لما بَهَرنا تألُّقُ الجمال.



ولولا أنين الحزن لما ذرفنا دموع الفرح.



ولولا لحظات التعاسة لما أدركنا وَمَضات السعادة.



ولولا وجود الجهل والجهلاء لم نَعِ أهمية العلم والعلماء.



ولولا الجنون لما أدركنا بهاء العقل.



ولولا الخيانة لما قَرَضَ الشعراء في روعة الإخلاص.



ولولا الخبث لما توصلنا إلى حقيقة الطيب.



ولولا التعب والمشقة لم نصل إلى لذة الراحة.



ولولا مرارة الشوق لما أدركنا حلاوة اللقاء.



ولولا ألم الفراق لما أحسسنا بجميل الوصال.



ولولا الاستبداد السياسي لما أدركنا روعة الحرية.



ولولا الرأي الواحد لما أدركنا جمال الديموقراطية.



ولولا استعباد البشر للبشر لما أدركنا أهمية حقوق الإنسان.



ولولا العناد والتصلب في الآراء لما أدركنا معنى أن المرونة قوة.



ولولا تصريحات الطائفيين لما أدركنا الوحدة الوطنية.



ولولا السفهاء لما أدركنا ضرورة وجود الحكماء.



ولولا التشرد لما أدركنا الاستقرار في الأوطان.



ولولا الخوف لما أدركنا نعمة الأمن والأمان.



ولولا وجود التابعين المقلدين لما توصلنا إلى ضرورة القادة المبادرين المبدعين.



ولولا وجود المتسلقين والمخادعين والمتلونين لما أدركنا عظمة وصلابة الثابتين على المبادئ.



ولولا وجود الانتهازيين لما أدركنا روعة من همهم مصلحة الوطن بالدرجة الأولى.



قال ابن جدلان:



لولا الردا محد(ن) عرف قيمة الطيب



والطيب لو هو سهلْ محد(ن) تردّا
م/ن

عابرسبيل