-*™£ منتدى آل شراحيل بفيفاء£™*- - عرض مشاركة واحدة

05-25-2013, 01:51 AM

أنت مُعــاق .. إذن لا يحق لك الزواج!

أبلغ من العمر 23 عاماًوأعيش وسط أسرة كبيرة قوامها 11 شخصاً بما فيهم
والداي - أطال الله في أعمارهما - وأنا المُعاق الوحيد بينهم
إعاقتي كانت منذ ولادتي , والحمد لله على كل حال , أنا راضي بما كتبه الله علي وقدره , ومقتنع تمام القناعة أن ذلك ما هو إلا ابتلاء من الله عز وجل , ليختبرني
أأصبر أم أكفر
عشت طفولتي كأي طفل آخر , لا فرق فيها سوى أني كنت أراجع المستشفيات كثيراً
وأجري عمليات جراحية بين الفينة والأخرى , كنت أتوكأ على عكازتين تُساعدني على المشي , ولا أنكر أنه كانت لي فيها مأرب أخرى " لااقصد أني كنت أضرب بها الصبية عندما يزعجوني بأسئلتهم"
عندما وصلت للسن السادسة , كان من المفترض أن أذهب للمدرسة كأي طفل آخر ,
لكن الصدمة أن والدي لم يجد مدرسة تقبل بإبنه طالباً لديها !
لمـــــــــــــــــــــــاذا ؟ .. لأني مُعاق وأمشي على عكازتين !
ويحكم هل كنت سأذاكر دروسي بعقلي أم بـ رجلي ؟!
لم أكن أعلم ما يدور حولي وقتها , كنتأرى جميع أقراني كل صباح يذهبون
للمدرسة , وأبقى أنا وحيداً
ولا أعلم لمــــــاذا ! .. ذهني الصغير لم يكن يقول لي " لأنـك معاق "
مر هذا العام دونأن أبدأ , وقبيل بداية العام الثاني وجد أبي وبصعوبة مدرسة
أهلية تقبل بي " وبشروط "
لكن كما قيل " العوض ولا القطيعه " تحمل أبي مصاريف الدراسة التي كانت تتجاوزالـ 12 ألف ريال سنوياً , ولمدة 6 سنوات متتالية
لكن ماكان يُسعد أبي ويدخل البهجة في قلبه هو أنني كنت دوماً من الأوائل , واسمي لا يُفارق لوحة الشرف المعلقة في قسم الإدارة . أكملت الإبتدائي ولله الحمد
ودرست الشق الأول من المتوسطة في مدرسة أهلية أيضاً , لكني أصريت على أن أكمل الشق الثاني في مدرسة حكومية , وبالفعل استطعت وبشق الأنفس أن أجد مدرسة حكومية تقبل بي , انتقلت إليها وأكملت المتوسطة ولله الحمد , ثم أكملت الثانوية أيضاً في مدرسة حكومية .
مر كل شيء بسلام رغم أني مازلت أشعر بـ غصة في حلقي لعدم قبولي في السنة الدراسية الأولى إلا متأخراً .. كنت أتساءل وقتها بيني وبين نفسي .. لمــاذا
يعاملوني هكذا؟ ماذنبي ؟
في تلك المراحل الدراسية كانت هناك الكثير من المواقف من قِبل أهلي .. كانت تعزز تلك التساؤلات
من تلك المواقف أذكر أن أمير قبيلتي جاء إلينا في المنطقة وأقيم له حفلاً كبيراً , حضره كل أبناء القبيلة " إلا أنا " .. ذهب أبي مع إخوتي خلسة دون أن أراهم .. وبقيت حزيناً أياماً على ذلك .
أنا أحب أمي وأبي كثيراً , ولا أظن أنني سأجد أطيب من قلبيهما في هذه الدنيا أبداً
لكن مشكلتهما أنهما جاهلين " أميين " كونهما كبيران في السن , ولم تكن الدراسة في وقتهما متوفرة
ولهذا لم يكونا يجيدان التعامل معي كـ معاق " لم أجد أرق من هذه الجملة "
المهم .. حتى لا أطيل عليكم ..
لم أكن أفكر بالزواج أبداً قبل تخرجي من الثانوية , كنت أفكر بالحاضرفقط , كيف أنهي الثانوية

عندما تخرجت من الثانوية , بدأت تكبر أفكاري , العمل / الزواج / الإنجاب .. إلخ
صادف ذلك انتقالنا لسكن جديد , لكني اكتشفت أن من قام بتصميم البيت لم يضع في حسبانه أنني سأتزوج كإخواني وأحتاج لشقة في هذا البيت مثلهم !
آه يا لها من خيبة أمل !
انصدمت بقوه , وما زاد من هول الصدمة أن أمي لم تكن تحدثني عن أمور الزواج كبقية الأمهات مع أبناءهم ,
لم تقل لي يوماً كما تقول كل الأمهات لأبنائهم " سأزوجك أحلى بنت في الدنيا "
قد أتفهم موقفها وأعذرها لوكنت " عاجزاً " لكني لست كذلك .. !
كنت أمازحها أحياناً فأقول : أمي أين سأسكن إن تزوجت , فأنتم لم تخصصوا لي شقة كبقية إخواني
فترد علي بتلعثم تخفيه إبتسامه منها " يا ولدي إذا تزوجت يصير خير " ثم تتدارك ما وقعت فيه فتقول " بنبني الأرض اللي جنبنا لك " وهي أرض ملك لنا , فأضحك معها والألم يعتصرني والغصة تخنقني
أمي .. أبي
ألست رجــــلاً ؟ بلى بلى
إذن لماذا لم تفكروا بزواجي ؟
دعكم من رجولتي
ألست بشراً أحس وأشعر ؟ بلى بلى
فـ لماذا تجرحوني إذن؟!
-------
المعـاق إنسان كسائر البشر لهـ احـساسهـ و كيانهـ و تفكيرهـ بل بسبب معـاناتهـ ممكن ان يكون أكثر احـساسا
و المعـاق إنسان طموح كسائر البشر لا يحـب الهزيمة لا يحـب نظرات
العطف و الشفقة.
المعـاق يحتاج الى من يفهمهـ ويمد له يد العـون و يفتح له الباب ع مصراعـيهـ