لاتحزني..
فالبلوى تمحيص..
والمصيبة بإذن الله اختبار..
والنازلة امتحان..
وعند الامتحان يعز المرء أو يهان !
فالله ينعم بالبلوى يمحصنا
من منا يرضى أو يضطربُ
ماذا عساه أن يكون سبب حزنك؟ !
إن يكن سببه مرض.. فهو لك خير.. وعاقبته الشفاء..
قال صلى الله عليه وسلم : « من يرد الله به خيراً يصب منه » ، وقال الله جل وعلا: { وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ } [الشعراء:80].
وإن يكن سبب حزنك ذنب اقترفته أو خطيئة
فتأملي خطاب مولاك الذي هو أرحم بك من نفسك
قال عز وجل: { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إنه هو الغفور الرحيم} [الزمر:53].
وإن يكن سبب حزنك ظلم حلّ بك من زوج أو قريب أو بعيد
فقد وعدك الله بالنصر ووعد ظالمك بالخذلان والذل.
فقال تعالى: { وَاللّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ } [آل عمران:140]، وقال تعالى في الحديث القدسي للمظلوم: « وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين » .
وقال سبحانه: { قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ }
[المجادلة:1].
وإن يكن سبب حزنك الفقر والحاجة
فاصبري وأبشري..
قال الله تعالى: { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة:155].
وإن يكن سبب حزنك انعدام أو قلة الولد
فلست أول من يعدم الولد، ولست مسؤولة عن خلقه.
قال تعالى: { لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ ، أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ } [الشورى
فعلام الحزن إذن والأمر كله لله !
لا تحزني..
مهما بلغ بك البلاء !
وتذكري أن ما يجري لك أقدار وقضاء يسري.. وأن الليل وإن طال فلا بد من الفجر !