رد: الزمن بين العلم والقرآن
الزمنبين العلم والقرآن
في إطار النشاط الثقافي لـــ ( جمعية الإعجاز العلمي للقرآن والسنة ) بالقاهرة عقدت ندوة حول الزمن بين العلم والقرآن وقد تحدث فيها الدكتور منصور حسبالنبي - رئيس الجمعية واستاذ الفيزياء بكلية البنات جامعة عين شمس
فيالبداية أكد الدكتور حسب النبي أن القرآن الكريم يفتح للعلماء دائما آفاقا علميةجديدة للتفكير والتأمل , والعلم الصحيح لا بد أن يؤدي إلى الإيمان , ولا يمكن أنيحدث تعارض بين الحقائق العلمية والقرآن إلا إذا اخطأ العالم في نظريته أو اخفقالمفسر في تأويله للآية القرآنية
وأضاف أن القرآن تعرض لقضايا علمية كثيرة منهاموضوع خلق الكون , الزمان , المكان والقرآن يشير إلى أن الله خلق الكون في ستة أياموالأيام عند الله هي فترات زمنية وليست أياما بالمعنى الأرضي لأن الزمن نسبي وليسمطلقا , وهو ما يتفق ومعطيات العلم الحديث والنظرية النسبية
وللزمن في حياةالكائنات الحية بل وغير الحية أهمية كبيرة , فكلنا يهتم بقياس الزمن كمحدد للعمر . وكذلك الشعب المرجانية والمواد المشعة كالراديوم واليورانيوم تنحل إشعاعيا لتتحولإلى رصاص . ولكل عنصر مشع معدل معين للانحلال . وقد استخدم العلماء بعض الموادالمشعة كاليورانيوم والكربون 14 لتعيين عمر الأرض وعمر الحياة على الأرض . كمااستخدم العلماء ظاهرة تمدد الكون واتساعه المستمر لتعيين عمر الكون وتناول د . حسبالنبي ( عمر الكون ) باعتباره قضية لإثبات وجود الله , لأن الكون طالما أن له بدايةزمنية محددة فلا بد أن يكون قد أوجده ( مبدىء ) لأنه لا يمكن أن يكون قد بدأ بنفسه . وقد وجه القرآن للإنسان دعوة صريحة للبحث عن نشأة الكون وبداية الخلق فيقول الحقسبحانه : ( قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ) ونستخلص من هذه الآية عدةإشارات مهمة . منها أن السير في الأرض سوف يرشدنا لبداية الخلق . والتعبير القرآنيبالسير في الأرض وليس عليها يشير إلى البحث في الطبقات الجيولوجية للأرض للتعرف علىنشأتها ونشأة المملكة النباتية والحيوانية بها بل وعلى بداية الخلق بجميع أنواعهبما في ذلك الكون
ولقد ذكر القرآن في كثير من آياته أن الله تعالى خلق الكون فيستة أيام كما قي قوله سبحانه : ( ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستةأيام وما مسنا من لغوب ) والمقصود هنا بالأيام : المراحل أو الحقب الزمنية لخلقالكون وليست الأيام التي نعدها نحن البشر . بدليل عدم الإشارة إلى ذلك بعبارة ( مماتعدون ) في أي من الآيات التي تتحدث عن الأيام الستة لخلق السماوات والأرض كما فيقوله تعالى : ( وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ) وبقوله سبحانه : ( اللهالذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش ما لكم مندونه من ولي ولا شفيع أفلا تتذكرون . يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليهفي يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون ) وقد أجمع المفسرون على أن الأيام الستةللخلق قسمت إلى ثلاثة أقسام متساوية كل قسم يعادل يومين من أيام الخلق بالمفهومالنسبي للزمن
أولا : يومان لخلق الأرض من السماء الدخانية الأولى , فالله تعالىيقول : ( خلق الأرض في يومين ) ويقول أيضا : ( أو لم ير الذين كفروا أن السماواتوالأرض كانت رتقا ففتقناهما ) , وهذا دليل على أن السماوات والأرض كانتا في بيضةكونية واحدة " رتقا " ثم انفجرت ( ففتقناهما )
ثانيا : يومان لتسوية السماواتالسبع طبقا لقوله : ( فقضاهن سبع سماوات في يومين) وهو يشير إلى الحالة الدخانيةللسماء ( ثم استوى إلى السماء وهي دخان ) بعد الانفجار العظيم بيومين , حيث بدأ بعدذلك تشكيل السماوات ( فقضاهن ) أي صنعهن وأبدع خلقهن سبع سماوات في فترة محددةبيومين آخرين
ثالثا : يومان لتدبير الأرض جيولوجيا وتسخير لخدمة الإنسان , يقولسبحانه ( وجعل فيها رواسي من فوقها ) وهو ما يشير إلى جبال نيزكية سقطت واستقرت فيالبداية على قشرة الأرض فور تصلبها بدليل قوله تعالى : ( من فوقها ) و ( بارك فيها ) أي أكثر من خيراتها بما جعل فيها من المياه و الزروع والضروع أي ( أخرج منهاماءها ومرعاها ) و ( وقدر فيها أقواتها ) أي أرزاق أهلها ومعاشهم بمعنى أنه خلقفيها أنهارها وأشجارها ودوابها استعداد لاستقبال الإنسان ( في أربعة أيام سواءللسائلين ) أي في أربعة أيام متساوية بلا زيادة ولا نقصان للسائلين من البشر
وأكد د . حسب النبي أن العلماء قد توصلوا باستخدام الانحلال الإشعاعيلليورانيوم وتحوله إلى رصاص في قياس عمر الصخور الأرضية والنيزكية – إلى أن تكوينالقشرة الأرضية " تصلب القشرة " بدأ منذ 4,5 مليار سنة وأن هذا الرقم هو أيضا عمرصخور القمر . وقد استخدم العلماء حديثا الكربون المشع لتحديد عمر الحفريات النباتيةوالحيوانية وتاريخ الحياة على الأرض وبهذا فإن كوكب الأرض بدأ تشكيله وتصلب قشرتهمنذ 4500 مليون سنة وأن الإنسان زائر متأخر جدا لكوكب الأرض بعد أن سخر له الله مافي الأرض جميعا ( هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا )
ويؤكدالعلم أن الإنسان ظهر منذ بضع عشرات الألوف من السنين دون تحديد نهائي , ويمكن أننعتبر أن التشكيل الجيولوجي للأرض بدأ من إرساء الجبال النيزكية على قشرتها الصلبةوانبعاث الماء والهواء من باطن الأرض وتتابع أفراد المملكة النباتية والحيوانية حتىظهور الإنسان . وقد استغرق ذلك قترة زمنية قدرها 4,5 مليار سنة والتي يشير إليهاالقرآن في سورة فصلت على أنها تعادل ثلث عمر الكون وحيث أن التدبير الجيولوجي للأرضمنذ بدء تصلب القشرة الأرضية وحتى ظهور الإنسان قد استغرق زمنا قدره 4,5 مليار سنةفإنه يمكننا حساب عمر الكون قرآنيا بضرب هذه الفترة الجيولوجية في 3 على اعتبار أنالأيام الستة للخلق مقسمة إلى ثلاثة أقسام متساوية . وكل قسم يعادل يومين من أيامالخلق بالمفهوم النسبي للزمن . ومن ثم يصبح عمر الكون 13,5 مليار سنة
وأشار د . حسب النبي إلى أن العلم لم يصل حتى الآن إلى تقسيم مراحل خلق الكون الستة . فالأبحاث تدور كلها حول تحديد عمر الكون منذ الانفجار العظيم الذي يسمى في الفيزياءالكونية بـــ " Big Bang " ويقدر العلماء عمر الكون بطريقة مختلفة ووفق رؤى متعددةفهناك من يحدد عمر الكون حسب ظاهرة تمدد الكون والإزاحة الحمراء بـــ 10 إلى 18مليار سنة وبطريقتين نوويتين مختلفتين لكل من فاولار وهويل استنتجا أن عمر الكون 13أو 15 مليار سنة
|