إن قدرة الكفيف على التكيف الاجتماعي:
وتكوين اتجاهات إيجابية نحو ذاته ونحو المجتمع مرهونة بمواقف الآخرين حوله واتجاهاتهم ، فمشكلة التكيف الاجتماعي عنده تنشأ نتيجة معاملة المجتمع له بطريقة مختلفة.
قد تؤدي إلى أنماط سلوكية غير مرغوبة.
لذا فإن التعامل الأمثل مع الكفيف وتفهم احتياجاته من قبل المجتمع كفيل بتجنب الكثير من هذه السلوكيات.
أولا: الخصائص العقلية للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية.
أظهرت نتائج الدراسات التي اعتمدت على الجزء اللفظي من اختبارات الذكاء أنه:
لا يوجد فروق ذات دلالة بين مستوى ذكاء الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية مقارنة بالمبصرين (Haalhan & Kauffman, 1991) ، ومن الملاحظ أن ذوي الإعاقة البصرية بواجهون مشكلات في مجال إدراك المفاهيم ومهارات التصنيف للموضوعات المجردة خاصة مفاهيم الحيز والمكان والمسافة.
فإن الانتباه والذاكرة السمعية من العمليات العقلية التي يتفوق فيها المعاقون بصرياً على المبصرين ، وليست هذه خاصية وراثية للمعاقين بصرياً لهذه العمليات بل هي نتاج الاعتماد الكبير على حاسة السمع.
كذلك فإن القدرة على التصور والتخيل البصري قد يكون فائق الدقة لدى المعاقين بصرياً إلا أنه قد لا يقابل الواقع المرئي الحقيقي ، فقد يصف الكفيف السماء على أنها صافية دون أن يدرك هذا الإحساس البصري إلا عن طريق إحساس آخر يصاحبه أو يقترن به ، وهو الإحساس بهدوء الجو وعدم وجود الرعد والعواصف.
ثانيا: الخصائص اللغوية للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية.
إن الحرمان من حاسة البصر يؤثر على تعلم المعاق بصرياً للإيماءات والتعبيرات ، و هناك صعوبة في ملاحظة حركة الشفاه عند تعلم النطق السليم.
ومن أهم السمات اللغوية عند المعاقين بصرياً:
1- ارتفاع مستوى الصوت الذي قد لا يتوافق مع طبيعة الحدث الذي يتكلم عنه.
2- عدم التغير في طبقة الصوت بحيث يسير الكلام على وتيرة واحدة.
3- قصر الاتصال بالعين مع المتحدث ، والذي يتمثل في عدم التغيرات أو التحويل في اتجاه الرأس عند متابعة الاستماع بالشخص الآخر.
4- القصور في استخدام الايماءات والتعبيرات والوجهية المصاحبة للكلام.
5- اللفظية ، أو الافراط في الألفاظ على حساب المعنى وينتج هذا العن القصور في الاستخدام الدقيق في الكلمات أو الألفاظ الخاصة بموضوع ما أفكرة معينة ، فيعتمد إلى سرد مجموعة من الكلمات أو الألفاظ لعله يستطيع أن يوص أو يوضح ما يريد قوله.
6- الافراط في استخدام تعابير لغوية لإشعار المبصرين أنهم ليسوا أقل منهم من حيث المعرفة بها ، أو كشكل من أشكال التعويض عن الحرمان من حاسة البصر.
ثالثا: الخصائص الاجتماعية للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية.
تلعب الاتجاهات المجتمعية:
دوراً كبيراً في التفاعل الإجتماعي لذوي الإعاقة البصرية مع المجتمع ومشاركتهم.
وقد تبين أن المعاقين بصرياً:
الذين تلقوا الخدمات التربوية والتعليمية في المدارس العامة أكثر توافقاً من المعاقين بصرياً الذي تعلموا في المدارس العامة.
وبما أن هناك مستوى جيداً من اللغة لديهم فلا يجدون مشكلة في التفاعل الاجتماعي ، وتبقى المشكلة في لغة الجسد وتعبيرات الوجه والعيون والإشارات التي تزيد من عملية التواصل مع الآخرين.
وإن عدم رؤية الكفيف للموجودين في المكان:
قد يحد من مبادرته نحوهم والتفاعل معه ، وفي الوقت نفسه فإن عدم رؤيته لجمهور الناس الذين حوله وتعبيرات وجوههم قد يجعله أكثر جرأة في الحديث أمامهم نظراً لكونه لا يرى عددهم الكبير الذي يشكل رهبة في قلبه بالمقارنة مع المبصرين.
رابعا: الخصائص النفسية للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية.
لا يختلف النمو النفسي لذوي الإعاقة البصرية عن المبصرين ، حيث أنه لا يوجد صعوبات انفعالية مميزة عن الآخرين ، لكن تعامل الأسرة منذ الصغر مع الكفيف يؤثر على سلوكه المستقبلين فدرجة الاعتمادية الكبيرة التي اعتاد عليها قد تحوله إلى شخص اعتمادي عند الكبر.
عرضة للقلق خاصة في مرحلة المراهقة نظراً لعدم وضوح مستقبله المهني والاجتماعي ، وتساعد القدرة على التخيل الكفيف على التخفيف من مستوى قلقله وتوتر ، واللجوء إلى التخيل في تفريغ مشكلاته والضغوط التي يتعرض لها ، وتحقيق الأمن وتأكيد التفوق.
وقد يمنعه فقدان ضعف البصر من تكوين صورة واقعية عن الذات ، إذا ما لم يتم تشجيعه وإشعاره بالتقبل وأنه شخص مقبول اجتماعياً وقادر.
*************************