بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد توعد إبليس بأنه سيكون سبب في ضلالنا نحن البشر
كماذكر الله جل وعلا عن إبليس في هذه الآيات
( قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاَّ قَلِيلاً )
وقوله جل وعلا
(قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ )
وقوله تعالى
( لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ )
إذًا نحن لن نسلم من الذنوب مادام إبليس هو العدو
هل كوننا نذنب يعني أن نمتنع من الدعوة والنصح والوعظ ..؟
بالطبع لأ ..
فالكل يصيب ويخطىء إلا من عصمه الله
قال صلى الله عليه وسلم : " كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ " .
الراوي: أنس بن مالك المحدث:الألباني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 2280
خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن
و من واجبنا كمسلمين أن نقدم النصيحة وأن نأمر بمعروف وننهى عن منكر
حتى وإن كانت لدينا ذنوب
فمن أسباب هلاك الأمم كثرة الخبث وقلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
قال تعالى : ( كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)
.
وددت أن أصل إلى أنه كوننا نذنب لايمنع ذلك من أن ننهى غيرنا عن المعاصي
وأنت تقبل النصيحة وإن كانت من مذنب
فلو كل واحدٍ منا أمتنع أن ينصح لأنه يُذنب أو امتنع عن أن تقبل نصيحة من مذنب
فهل سيكون هناك أمر بمعروف ونهي عن منكر ..
واعلم تمامًا أن من أسدى إليك نصيحة لم يسدها .. إلا لأنه يحبك ويريد لك الخير
ولربما هو لم يستطع أن يفعل ذلك الخير فدفع به إليك
فهو أحب لك ماأحب لنفسه
فلاتسيء الظن بأحد
فليس بالضرورة أن يكون مرائي و أنه يظهر خلاف مايبطن
بل ربما اقترف ذنبًا لأن شهوته غلبته أو أغواه الشيطان وزين له الباطل ولكن
كونه ينصحك فهذا دليل على حياة قلبه
وأن نفسه اللوامة لازالت تعمل عملها وتلومه
ولاتعلم ربما هو يجاهد نفسه جهادًا عظيمًا في الخلاص من ذنوب لم يسلم منها في هذا الزمن المليء بالفتن
الكل عليه أن ينصح
أنت تنصح
وهذا ينصح
وذاك ينصح
فالذنوب تعترينا وتغشانا والكل يمشي بستر الله
ولكن نصحنا وأمرنا ونهينا
هو امتثالًا لأمر الله وحب الخير للغير
نعم ذاك مايدفعنا للدعوة
والوعظ والنصح
( رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا )
اللهم آمين
والحمد لله رب العالمين
*منقول