بسم الله الرحمن الرحيم
موازين التعامل في القرآن:
يقول الله سبحانه وتعالى: "وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ * وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ "
إذاً ... هناك موازين ثلاثة في ديننا لا رابع لها:
1. ميزان العدل: (وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا) - أن ترد الظلم الواقع عليك بقدره دونما زيادة.
النتيجة: يعاماك الله بعدله يوم القيامة ... ومن يقدر على عدل الله ...
2. ميزان الفضل: (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ), (وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ).
الحق معك, ظلموك, تستطيع أن ترد المظلمه ... وتعفو... وتصفح ... وتسامح ...
النتيجة: يعاملك الله بفضله يوم القيامة ويعفو عنك بعفوك عن عباده (وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان).
3. ميزان الظلم: (إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ), (إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ).
أن ترد الظلم بأكبر منه ... (الصاع صاعين), (انسيه حليب أمه), (أعلمه درس لن ينساه) ...
النتيجة: حبط عملك كله, أنت المفلس الذي أخبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم ...
وحالك كحال تلك المفلسة التي أخبروا الرسول عنها في الحديث الصحيح:
قيل للنبي صلى الله عليه و سلم : يا رسول الله ! إن فلانة تقوم الليل و تصوم النهار و تفعل ، و تصدق ، و تؤذي جيرانها بلسانها (تعليق: لون من ألوان الظلم)؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا خير فيها (تعليق: حبط عملها كله, فلا قيمة لصلاتها وصيامها وقيامها)، هي من أهل النار ....
يقول الامام إبن القيم : (يا ابن آدم ... إن بينك وبين الله خطايا وذنوب لا يعلمها الا هو ... وإنك تحب أن يغفرها لك الله ... فإن أحببت أن يغفرها لك الله فأغفر أنت لعباده وإن أحببت أن يعفوها عنك فأعفو أنت عن عباده, فإنما الجزاء من جنس العمل ... تعفو هنا يعفو هناك, تنتقم هنا ينتقم هناك, تطالب بالحق هنا يطالب بالحق هناك).
ألا يجدر أن نعجب ...من أهل الصلاة والصيام...من أهل اللحية والسواك...من أهل صلاة الفجر والقرآن..
إذ تراهم ...
- يقطّعون أرحامهم فلا يكلم أحدهم أخاه في الدم لسنين...(ظلم)
- ويظلمون أخواتهم وبناتهم فيحرموهن من الميراث...(ظلم)
- ويغشون في البيع والشراء ...(ظلم)
- ويوقفون سياراتهم بأماكن تضايق الطريق االعام ...(ظلم)
- ويستخدمون المفرقعات في أفراحهم ومناسباتهم ... (ظلم)
- ويهتمون في الموسيقى االصاخبة المحرمة في ليالي "التعليلة والحنا"... (ظلم)
ويظنون أن الجنة أقرب إليهم منها الى أبي بكر وعمر ...
كذبوا بظنهم ورب الكعبة ...ولم يُصدقوا وعيد الرسول صلى الله عليه وسلم ((لا خير فيها ، هي من أهل النار)).
__________________