بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف تتعامل مع بكاء طفلك في مختلف مراحله العمريه
يبكى الطفل كثيرا وهو صغير وهذا أمر متعارف عليه مع الوضع فى الاعتبار أن نسبة بكاء الطفل تقل مع نموه وتطوره وتقدمه فى العمر. إن بكاء الطفل وهو صغير يكون هو الوسيلة الأساسية التى يتواصل بها الطفل مع مَن حوله. وفى العادة فإنكِ كأم إذا سمعت طفلك وهو يبكى فإنك ستبحثين عما يمكنك فعله لتهدئة الطفل مع الوضع فى الاعتبار أنه أحيانا قد يكون من الصعب اكتشاف ما يريده الطفل فقد يكون الطفل يبكى بسبب شعوره بالجوع أو بالبرد أو بالتعب أو بالألم أو عدم الراحة. إن الطفل أقل من 12 شهرا عادة يبكى فى فترة ما بعد الظهر أو بداية المساء وهو الأمر الذى قد يكون مزعجا لأى أم والتى قد تكون تريد تحضير الطعام أو الاهتمام بأبنائها الآخرين. إن البكاء يفيد الطفل كثيرا لأنه يمكنه من التعبير عن حاجاته من جوع أو شعور بعدم الراحة، كما أن البكاء يساعد الطفل على التخلص من أى ضغوطات.
قد تشعر الأم خلال اليوم أن طفلها يكون متذمرا بعض الشيء حتى لو كان لا يشعر بالجوع أو التعب وفى تلك الحالة فإنك لن تتمكنى من جعل طفلك يشعر بالراحة ولكنه بعد ذلك سيكون أكثر تيقظا وسينام بعدها بعمق على غير العادة مع الوضع فى الاعتبار أن الطفل بتلك الطريقة يكون يتخلص من الطاقة الزائدة عنده. ومع مرور الوقت فإن الأم ستبدأ فى التعرف على طريقة بكاء طفلها وماذا يعنيه بكاء الطفل وماذا يعبر عنه. إن الطفل يبكى بالتأكيد وهو صغير لأنه يشعر بالجوع أو بالتعب ولكنه مع الوقت يبدأ فى تعلم كيف يتحكم فى بكائه فهو مثلا قد يتعلم أنه إذا استمر فى البكاء فإن أمه قد تعود لحمله مرة أخرى بعد أن وضعته على كرسيه أو سريره.
إن الطفل بمرور الوقت ومع تقدمه فى العمر يتجه للاعتماد على البكاء بطريقة أقل لأنه قد بدأ فى تعلم الكلام مما يسهل عليه التعبير عما يغضبه ويجعله يشعر بالجوع مثلا. إن الطفل فى فترة ما قبل المدرسة يبدأ فى استبيان الأوقات الصحيحة والخاطئة للبكاء. وعليك أن تعلمى طفلك مجموعة من الطرق المختلفة يتعامل بها مع مشاعره ويمكنك أن تبدئي بالتحدث مع طفلك عما يضايقه مع الوضع فى الاعتبار أن البكاء أحيانا قد يكون عاملا أساسيا لكيفية تعامل الطفل مع بعض المواقف الصعبة. إذا أخبرك طفلك بأنه يشعر بالحزن أو بالضيق فحاولى أن تقومى بالتخفيف عنه وطمأنته. إذا كان الطفل يبكى وهو معك أكثر مما يبكى وهو مع الآخرين فهذا قد يعنى أنه يريد جذب انتباهك إليه.
إن الطفل حديث الولادة قد يستيقظ وهو يشعر بالجوع فيتجه للبكاء مع الوضع فى الاعتبار أنك إذا لم تقومى بالاستجابة للطفل فإن بكاءه قد يتفاقم. واعلمى أن الطفل مع تقدمه فى العمر فإن بكاءه سيصبح أقوى وأعلى صوتا وأكثر إصرارا. إن الطريقة المثلى للتعامل مع بكاء الطفل تكون بالاستجابة له فورا خاصة خلال الأشهر الأولى بعد الولادة. واعلمى أنك إذا قمتِ بالاستجابة لبكاء الطفل فإنه مع الوقت سيقل. إذا كنت ستتجاهلين شعور طفلك بالغضب أو الحزن ورغبته فى التعبير عن تلك المشاعر فإنه سيتجه للتعبير عنها بالبكاء مع وجوب الاستجابة لبكاء الطفل وهو الأمر الذى إذا حدث عكسه فإن الطفل سيشعر ان مشاعر مثل الغضب والحزن لن يتم قبولها منك. إن الأم إذا تجاهلت بكاء الطفل وهو صغير فإنه سيستوعب أنه يمكنه أن يتعامل بنفس الطريقة مع مَن هم أضعف منه وهو الأمر الذى قد يجعل الطفل لا يتعاطف مع مَن حوله.
كلما كنتِ أكثر استرخاء فإنك ستكونين أكثر قدرة على التعامل مع بكاء طفلك واعلمى ان الطفل سيشعر بك ما إذا كنت تعانين من أى نوع من أنواع التوتر وسيرد على هذا الأمر بالبكاء. إن بكاء الطفل قد يكون أمرا محبطا ولكن يجب ألا يتحول إحباطك هذا لغضب حتى لا تتزايد حدة بكاء الطفل وإذا شعرت بأن الأمور بدأت فى الخروج عن سيطرتك فيمكنك أن تستعينى بمساعدة شخص آخر من أفراد العائلة. يجب ألا تأخذى بكاء طفلك على محمل شخصى فالطفل حديث الولادة قد يبكى دون سبب وهو عادة يبكى ما بين ساعة وأربع ساعات فى اليوم.