بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خالد بن سعود البليهد
السؤال :
شيخنا الحبيب
خالد سعود البلـيهد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اولاً: ما حكم الاسلام في حديث المرأة المتزوجه مع صديق او اصدقاء على
الفيسبوك من دون علم الزوج او رضاه او موافقته؟
ثانياً: ما حكم الاسلام في مرأة مسلمة متزوجة وتسهر مع اصدقائها لبعد
منتصف الليل في مكان عام وتذهب رحلات معهم وتداعبهم في الحديث واللمس من
دون علم الزوج او رضاه او موافقته؟
ثالثا: ما حكم الاسلام في مرأة مسلمة متزوجة تقطع الصلاة دون سبب شرعي مع
ان احد اعمدة الاتفاق بين الزوجين المحافظة على الصلاة وشعائر الاسلام
واحكامه؟
رابعاً: ما حكم الاسلام في مرأة مسلمة متزوجة واصبحت ترتدي ملابس احياناً
ضيقه جداً ويبان جسمها من الامام والخلف وللعامه؟
الزوجة تقول ان نيتها في هذه التصرفات سليمه وكلامها مع الاصدقاء من باب
الاخوة ومع انها نهيت مراراً من قبل الزوج على الابتعاد والانتهاء الا
انها مستمره ومصره على انها على صواب ومحقه. وان الزوج ظالم ويحد من
حريتها.
الزوج يريد ان يعلم ما هي حقوقه في الاسلام لكي يتصرف بما يرضي الله سبحانه وتعالى؟
ولكم جزيل الشكر ووفقكم الله لخدمته.
مغترب في امريكا.
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله. جميع ما ذكرت من الأفعال تعد أمور محرمة ومخالفة للشرع ولا يحل للمرأة المتزوجة أن تفعلها لما فيها من ارتكاب المعصية وسوء أدب في حق الزوج ويدل على استخفاف المرأة وقلة أدبها واستهانتها بمكانة الزوج وعدم الاكتراث به وعدم نظرها إلى عواقب الأمور.
وأما مخاطبة المرأة المتزوجة وتواصلها مع الرجال الأجانب عبر الفيس بوك وغيره من قنوات التواصل فلا يحل لها إلا بإذن الزوج وعلمه واطلاعه على طبيعة التواصل فإن أذن الزوج وكان التواصل في حدود الأدب الشرعي فلا حرج وإن منع المرأة وكره ذلك فلا يحل لها أن تفعله لعظم حقه وولايته عليها ولذلك منع الشارع المرأة من إدخال أحد في بيته إلا بإذنه كما جاء في حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه ولا تأذن في بيته إلا بإذنه). متفق عليه. ولا يحل لها زيارة أحد إلا بإذنه كما جاء في السنة والتواصل مع الغير عبر الوسائل العصرية من جنس الزيارة يشترط فيه إذن الزوج إلا ما تسامح فيه العرف من الشيء اليسير وتساهل المرأة في ذلك يفتح باب الاختلاف والشك ويثير الغيرة.
وأما خروج المرأة مع الرجال الأجانب والسهر معهم في الأماكن العامة فمنكر عظيم مخالف للشرع ويوقع في مفاسد عظيمة ولا تقدم عليه إلا المرأة المتساهلة المضيعة لحقوق الزوج ويؤدي إلى سوء الظن بها واتهامها في عرضها واستئناس المرأة بالأجنبي وممازحته وملاطفته يفضي في الوقوع في أمر أعظم كما هو معروف ومشاهد ولذلك حذر الشرع من هذه الفتنة تحذيرا عظيما وكم من امرأة فقدت شرفها ودنست سمعتها من جراء الصحبة المشبوهة وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان). رواه الترمذي. ويحرم على الزوجة الخروج من بيتها إلا بإذن زوجها ولو في كانت في صلة رحم أو في أمر مباح فكيف لو خرجت في أمر محرم ولا يمكن لزوج عاقل أن يأذن لزوجته الخروج مع الرجال إلا أن يكون ديوثا والله المستعان.
وأما ترك المرأة للصلاة فترة زمنية فهذا منكر عظيم حرمه الشرع وتوعد عليه وعيدا عظيما قال تعالى: (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا). وقال عليه الصلاة و السلام: (بين الرجل و بين الكفر ترك الصلاة). رواه مسلم. وهو كفر أكبر مخرج من الملة عند جماعة من السلف والصلاة أعظم ما تملكه المرأة من دينها فإن ضيعته ضيعت دينها وهي عنوان إسلامها وصلته بربها فتركها يجعلها بلا هوية ولا شخصية وليس لها عذر أمام الله في تركها ولا خير في امرأة لا تقيم الصلاة بالكلية ولا يحل للرجل إبقاء المرأة التاركة للصلاة في عصمته بعد إصرارها وبذل جميع الوسائل والسبل في علاجها.
وأما لبس المرأة لباسا ضيقا يصف أعضائها ومفاتنها أو مكشوفا يبين شيئا من بدتها أمام الأجانب فهذا من التبرج المنكر الذي حرمه الله عز وجل قال تعالى: (وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى). وحذر من ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (صنفان من أهل النار لم أرهما بعد رجال معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات على رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجد ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا). رواه مسلم. فتبرج المرأة وإظهار الزينة والمحاسن عند الأجانب كبيرة من الكبائر وهو مسلك مشين يدل على قلة حياء المرأة وضعف دينها وخوفها من الله والرجل الشهم النبيل لا يرضى لزوجته أن تتبرج عند العامة سواء كان ذلك في غيبته أو حضوره والرجل الذي يحب ويأمر زوجته بأن تتزين في الأماكن العامة لم يقم بالأمانة التي استرعاه الله إياها وهو ناقص المروءة والغيرة.
والله جعل للزوج قوامة على المرأة ليقوم على مصالحها قال تعالى : (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم). قال ابن عباس: (الرجال قوامون على النساء) يعني أمراء عليهن. أي تطيعه فيما أمرها الله به من طاعته). ويجب على الزوج المسلم أن يغار على زوجه غيرة شرعية فيمنعها من الوقوع في المحرمات والآداب السيئة ويحفظها من السفاسف ويربيها على الفضيلة والشمائل الحسنة ويجاهدها على طاعة ربها وصيانة عرضها كما قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة). قال قتادة : (تأمرهم بطاعة الله وتنهاهم عن معصية الله وأن تقوم عليهم بأمر الله وتأمرهم به وتساعدهم عليه فإذا رأيت لله معصية قذعتهم عنها وزجرتهم عنها).
ويجب على المرأة المسبلمة أن تطيعه بالمعروف وتأتمر بأمره وتنتهي بنهيه ولا تخالفه أبدا ولو كان في مخالفة هواها وأهلها إلا ما كان فيه مشقة أو ضرر عليها عرفا فلا يلزمها طاعته لأن الطاعة واجبة في المعروف ولا تطيعه في المنكر ومعصية الخالق فإذا أرادت المرأة أن ترضي ربها فلتطع زوجها خاصة في الأمور التي تسيء لغيرته وعرضه والمحافظة على بيته ولا تدوم العشرة وتحفظ البيوت الزوجية وتستمر الحياة إلا بالطاعة أما أن تكون المرأة ولاجة خراجة لا تلتزم بالحجاب والآداب الشرعية متمردة ولا تراعي حق الزوج وتتصرف من تلقاء نفسها فهذا يؤذن بالفشل وانهيار العلاقة بين الزوجين.
فالحاصل أنصحك أخي الحبيب ببذل جميع الوسائل في اصلاح زوجك وكفها عن جميع المخالفات بالوعظ والهجر والنصح وغير ذلك فإن صلحت فالحمد لله وهذا هو المطلوب وإن استمرت ولم تمتنع ولم تذعن بطاعتك وبذلت جهدك في ذلك ففارقها وتزوج امرأة ذات دين وخلق تقوم بحقك وترعى حرمتك والله يقضي ويقدر الأصلح لحالك ويبتليك في الدنيا والمهم أن تبحث عن رضا الله وطاعته مهما كلفك ذلك.
وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
خالد بن سعود البليهد