نثر الغمام دم النهار على الحجاره..
و تسلل الضي الكئيب من جرح في جسد المناره..
ومن ثقب في جبهة طفل ..
من شرخ في صوت البشاره..
اللي يذكرنا بأمل ، تحت الركام..

كان النهار محمول فوق اكتافهم..
مقطوع مثل اطرافهم..
منزوع من حضن الثكاله طفل..
ومذبوح في حضن الحضاره..
كانت زواريب الدروب في حمص القديمه..
شريان ينزف صدق و طهاره..
وحنا رفعنا ثيابنا..
لا يمسها الدم..
لما عبرنا دروبهم نمشي ..
نمشي بلا اقدام..

شام..
كان البكا يكفي..
وبعض الرضا بالذل يكفي..
عن كل هالالام..
لكن حرقتي فيوم مناديلك..
وحطمتي تماثيلك..
واشعلتي قناديلك..
صرختي:
كافينا ذل العام .. و قبل العام .. وقبل العام..
خانتك العباره..
كيف تسمع الازلام..
كل هالجساره ! وما تغضب الازلام!!
وبتكتب الايام قصة طفل يا شام..
نسيوه يوم اهله و في كفه طبشوره..
رسم على الجدران ملامح الثوره..
وكان الخطا فادح.. فادح..
يستاهل الاعدام..

كوني الخطا يا شام كوني الصواب..
الحب والاحلام او كوني العذاب..
كوني مرار الشهد او شهد المراره..
للمجد زند و مهد و للعزه مناره..
ولو مهما الخساره كانت..
والقتل و التشريد..
بعد المذابح عيد..
كل المدى قدام..
وكل الفجر قدام..
وكل النصر قدام..
وباكر .. وعدنا الشام!



بدر بن عبدالمحسن