بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الام الصديقة
هي حديث المجتمع الآن ... فيجب أن تكون الأم صديقة ابنتها ...فهذا ما تدعو إليه التربية
الحديثة ... !!!
فالفتاة قد تمازح أمها بضربها على كتفها .!!! ...وقد تناديها باسمها بحجة أنه أمر عادي ...!!!
أليست صديقتها ...؟!!
أحيانـًا أتساءل من الأمّ الصديقة ..؟!! أهي الأمّ التي تجاري ابنتها في كلّ شيء ...؟!
أم هي التي تخبرها ابنتها عن كلّ شيء بدون خوف مدعمة نفسها بالجرأة شاهرة بطاقة
المراهقة كجواز مرور لكلّ أفعالها غير المستساغة ...؟!
أم هي التي تعطي ابنتها الثقة العمياء ...؟!
أم هي التي تعطي ابنتها كلّ الصلاحيات ..؟!!
بحجة أنها لن تحرمها من شيء وأنها ترغب في أن تكون صديقتها ...
أم هي التي تمازحها ابنتها كما لو كانت تمازح صديقتها التي في سنها ؟!! ويالها من صداقة ..!!!
إذ بالرغم من هذه الصداقة إلا أنّ الأمّ تكتشف أنّ ابنتها خذلتها حين تعلم بأنها :
** مقصرة في دراستها ...
** استخدمت ثقتها في أمور خاطئة ...
** تلاعبت بها من أجل أغراض أخرى ...
وفي النهاية تتجرع الأمّ الآلام والجراح من هول الصدمة .. فهي لم تقصـّر مع ابنتها في شيء
فماذا تقابلها ابنتها بكلّ هذا العقوق ..؟!!
أيتها الأمّ الصديقة ...
لن تكوني أمـًا صديقة ... أو أمـًا حقيقية إذا لبست ثوب الصداقة مع ابنتك وهي في سنّ
الابتدائية أو المتوسطة ... لأنّ هذا السنّ لا يصلح أن تكوني فيه صديقة لابنتك لأنك بذلك تنفين
حاجز الرهبة والتوجيه والخوف منك الذي يدفعها لاحترامك حتى لو لم يعجبها ما طرحـتِهِ
عليها ...
ولذلك أغلب التفلت الذي نراه من بناتنا هو من المفهوم الخاطئ للصداقة مع الأمّ ...
فالأمّ بعاطفتها تريد أن تمنح ابنتها السعادة ... ولكنـّها لا تدرك أنها بذلك تهديها الشقاء ...
لأنّ ابنتها ما تزال صغيرة على هذا المفهوم ...
فتفقد الأمّ الاحترام ...بل لا تدرك الفتاة سلوكياتها وتصرفاتها .. فما تفعله مع الأمّ ... تفعله
مع الجدة ... مع المعلمة ... مع من تقابلهم خارج أسوار المنزل ... وبالتالي ينظر لها
الناس بأنها فتاة شاذة في سلوكها ... التي ترى هي أنه أمر عادي وتسايرها عليه أمها ...
أيتها الأمّ الصديقة ...
ابنتك تريد ... وتريد ... وتريد ... ولكن ما مدى إرادتك أنت ..؟!!أنتِ أيضـًا تريدين ...
فالتأسيس الحقيقي للتربية ..يكون بالحزم مع اللين ...
بالحوار الراقي ...فالأم هي الأمّ ... يظـلّ لها الاحترام والتقدير ...
مهما بلغت صداقتها مع ابنتها ...
فإذا ما كبرت الفتاة وتأسست على احترام الكبير ... وعرفت أنّ هناك رادع لها ...
وأنه ليس كلّ ما تحبه تحصل عليه ... عندهــا ...
أهلا بالأمّ الصديقة ....