رد: أكتب نصيحه لمن بعدك وللجميع
أَنَّهُ يُكسِبُ القَلبَ نُورَاً ، كَمَا أَنَّ إِطلاقَهُ يُكسِبُهُ ظُلمَةً ، وَلِهذَا ؛
ذَكَرَ - سُبحَانَه - آيَةَ النُّورِ عقِيبَ الأَمرِ بِغَضِّ البَصَرِ ؛
فَقَالَ : ( قُل لِلمُؤمِنِينَ يَغُضُّوا مِن أَبصَارِهِم ، وَيَحفَظُوا فُرُوجَهُم ) ،
ثُمَّ قَالَ إثرَ ذَلِك : ( اللهُ نُورُ السَّمواتِ والأَرضِ ، مَثَلُ نُورِهِ كَمِشكَاةٍ فِيهَا مِصبَاحٌ )
أَي :
مَثَلُ نُورِهِ فِي قَلبِ عَبدِه المُؤمِنِ ، الذِي امتَثَلَ أَوَامِرَهُ ، وَاجتَنَبَ نَواهِيَهُ ،
وَإِذَا استَنَارَ القَلبُ أَقبَلَت وُفُودُ الخَيراتِ إلَيهِ مِن كُلِّ جَانِبٍ كَمَا أَنَّه إِذَا أَظلَمَ أَقبَلَت
سَحَائِبُ البَلاءِ وَالشَّرِّ عَلَيهِ مِن كُلِّ مَكَانٍ ، فَمَا شِئت مِن بِدعَةٍ وَضَلالَةٍ
وَاتِّبَاعِ هَوىً واجتِنَابِ هُدَىً وَإِعرَاضٍ عَن أَسبَابِ السَّعَادةِ واشتِغالٍ بأسبابِ الشَّقَاوةِ :
فإنَّ ذلك إنَّما يَكشِفُه له النُّورُ الذِي فِي القَلبِ ؛ فإذَا فُقِدَ ذلك النُّورُ بَقِيَ صَاحِبُه
كَالأَعمَى الذي يَجُوسُ فِي حَنادِسِ الظَّلامِ .
|