بسم الله الرحمن الرحيم ؛؛
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ؛؛
أحبتي في الله لقبول العمل عند الله لابد من شرطين ؟؟؟؟
الحمد لله وحده , والصلاة على من لانبي بعده , وعلى آله وصحبه ... وبعد!!
كثيرا مايحرص المؤمن على الطاعه , فيكثر منها ويجتهد فيها رجاء أن ينال ثوابها عند ربه ..
لكن ماينبغي أن يتنبه له أن العمل لايقبل عند الله إلا بشرطين لابد منهما : الأول: الإخلاص .. والثاني: المتابعه ..
فمتى أخلص المؤمن في عمله وأجتهد في طاعته لربه , وكان موافقا لسنة نبيه , كان أحرى للقبول عند مولاه ..
إن جانب الإخلاص في العمل جانب هام ينغي أن يستحضره المؤمن عند كل عمل يقوم به ..
فلإخلاص: هو تجريد قصد التقرب إلى الله عز وجل عن جميع الشوائب .
وقيل: هو إفراد الله عز وجل بالقصد فى الطاعات.
وقيل: هو نسيان رؤية الخلق بدوام النظر إلى الخالق.
ولقد ركز الشارع وأهتم كثيرا في هذا الجانب , إذ هو أساس لقبول العمل ..
فكما ورد في القرآن الكريم
قال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إلاّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء}وقال أيضا:{الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا}قال الفضيل بن عياض: هو أخلصه فإن العمل إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يقبل, وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يقبل .
وأعلمن أحبتي أن الإخلاص سبب لتحرز الشيطان عن المؤمن كما قال تعالى:{إلا عبادك منهم المخلصين} .
فإن العمل القام دون إخلاص وإن كثر وأنتفع به الناس لهو على صاحبه وبالا , كما قال تعالى :{قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأخْسَرِينَ أَعْمَالا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} .وقوله تعالى:[لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ] .
ومما جاء في الحديث :عن أبى أمامة قال: جاء رجل إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم - فقال: أرأيت رجلا غزا يلتمس الأجرَ والذكْر ماله ؟ فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: "لا شىء له" فأعادها ثلاث مرات يقول له رسول الله: "لاشىء له"، ثم قال: "إن الله عز وجل لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصاً وابتغى به وجهه"
فبالإخلاص تنال خيري الدنيا والأخرة، في الدنيا راحة النفس، وحبُّ الخلق لك، وفي الأخرى جناتٌ تجري من تحتها الأنهار..
قال بديلُ العقيلي: (من أراد بعمله وجه الله عز وجل؛ أقبل الله عليه بوجهه، وأقبل بقُلُوب العباد إليه، ومن عمل لغير الله عز وجل؛ صرف الله عز وجل عن وجهه، وصرفَ قلوبَ العباد عنه) .
*وكان لإهتمام السلف أثر كبير في هذا الشأن وهذه بعض من أقولهم :
وقيل لسهل: أى شىء أشد على النفس؟ قال: (الإخلاص ،إذ ليس لها فيه نصيب ) .
وقال الفُضَيْل: (ترك العمل من أجل الناس رياء, والعملُ من أجل الناس شرك، والإخلاص: أن يعافيك الله منهما) .
وقيل لحمدون: ما بال كلام السلف أنفع من كلامنا؟
قال: (لأنهم تكلموا لعز الإسلام، ونجاة النفوس، ورضا الرحمن، ونحن نتكلم لعز النفوس، وطلب الدنيا، ورضا الخلق) .
أخلصوا إلى الله في أعمالهم وأقبلوا إليه لايردون شيئا سوى رضاه , فأقبلوا الناس إليهم .
قال محمد بن واسع ـ رحمه الله ـ : (إذا أقبل العبد بقلبه إلى الله عز وجل ؛ أقبلَ الله عز وجل إليه بقلوب المؤمنين) .
قال الربيع بن خثيم ـ رحمه الله ـ : (كل ما لا يراد به وجه الله؛ يضمحل)
إذا كان هذا حالهم فماذا نقول عن أحوالنا؟؟
أحبتي إن الإهتمام بشأن النيه وتفتيش القلب قبل الإقبال على العمل أمر هام ..
وجعله لله خالصا ليس لأحد فيه شيء ..
قال بشر بن الحارث : (لا تعمل لتذكر ، اكتم الحسنة كما تكتم السيئة).
وأهم الأسباب التي تغرس الإخلاص في القلب :
تعظيم قدر الله في النفوس. كما قال تعالى [وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ].
فمتى وقر في قلب المؤمن تعظيمه وإجلاله وتقديره لمولاه, كان أقرب لتحقيق الإخلاص, وأبعد مايكون عن الشرك .
إن من عرف الإخلاص حقا صغرت الدنيا في عينه ..
والإخلاص طريق هام للوصول إلى الله تعالى ..
أخيرا !!
أحبتي إن الحديث في هذا الباع طويل , ولكن من باب فذكر إن الذكرى تنفع المؤمنين..
نفعني الله وإياكم بما نقول ونسمع .. وأسأل الله القبول في القول والعمل ..