مهارات الموهوبين الترتيب
الترتيب فهو مهارة تفكير أساسية من مهارات جمع المعلومات وتنظيمها.ويعني الترتيب هنا وضع المفاهيم أو الأشياء أو الأحداث التي ترتبط في ما بينها بصورة أو بأخرى في سياق متتابع وفقاً لمعيار معين.
فالإنسان يكون صوراً ذهنية أو مفاهيم للأشياء التي يتعرض لها من واقع خبراته التعليمية والشخصية،ويعطي لكل مفهوم أو شيء اسماًً أو عنواناً مختلفاً؛فهذه شجرة وتلك سفينة وذلك فيل،ثم يبحث عن الخصائص الأساسية التي تتميز بها مجموعهٌ من المفاهيم أو الأشياء ويقوم باختزانها على شكل مجموعات ترتبط كل منها بخاصية مميزة.
ومن الطريف أننا نختزن بعض المفاهيم مرتبة حسب حجمها،بينما نرتب مفاهيم أخرى حسب طولها أو ارتفاعها أو عمرها وغير ذلك من الخصائص.إن الصور الذهبية لـ"الفيل "و"البقرة"و "الخروف"و"الأرنب"ترتبط في ما بينها على أساس الحجم أو الضخامة،كما أن الصور الذهنية لـ"الجدة"و"الأم"والابنة".تكون سياقاًً متدرجاً على أساس العمر.وهكذا مع استمرار النمو المعرفي للفرد تزدحم المفاهيم وتتنوع الخصائص،
وتبرز أهمية تطوير مهارة الترتيب لدية حتى يتمكن من تنظيم مدركاته بطريقة ذات معنىً ودلالة وفق معايير معينة. إن المعايير التي قد يستخدمها الإنسان في ترتيب المفاهيم الأشياء كثيرة ولا حصر لها،ولا سيما في المراحل المتقدمة من النمو المعرفي،ومع ذلك يمكن إيراد بعض هذه المعايير على سبيل التمثيل لا الحصر،
ومن بين المعايير المستعملة بكثرة في الترتيب،نورد ما يلي : &الحجم أو الضخامة أو المساحة؛ &التسلسل الزمني أو أقدمية الحدوث؛ &العمر أو الطول أو الوزن؛ &التكلفة أو القيمة المادية؛ ويجدر الانتباه إلى أن عملية الترتيب ليست بالسهولة التي قد تبدو للوهلة الأولى،
فهناك الكثير من المفاهيم والأشياء التي تجمعها علاقة أو خاصية ما.ولكن الفروق في درجة الخاصية أو قوتها طفيفة إلى الحد الذي يصعب معه ترتيبها وفق هذه الخاصية.وفي مثل هذه الحالة ينبغي عدم التسرع والبحث عن خاصية عامة مشتركة يمكن أن تكون الفروق بين المفاهيم بالنسبة لها أكثر وضوحاً.
ومن الطبيعي أن يكون للمعرفة السابقة أو الخبرة دور فاعل في إنجاز عملية الترتيب كما هو الحال في عمليات المقارنة والتصنيف.ولكن إتقان مهارة الترتيب يتوقف بدرجة كبيرة على استمرار المران والتدريب ،شريطة تنويع مجموعات المفاهيم أو الأشياء أو المفردات المطروحة للترتيب.
وإذا كانت المهمة الأولى في أسئلة الترتيب أن يتوصل الطالب إلى اكتشاف معيار الترتيب المناسب (كالحجم مثلاً)،فإن المهمة الثانية تستدعي مسح العلاقات النسبية بين عناصر كل مجموعة تمهيداً لوضعها في نسق تنازلي أو تصاعدي حسب الحجم مثلاً.
وهنا يبرز دور المعرفة السابقة في إنجاز العملية،إذ كيف يمكن أن يرتب المفاهيم الآتية دون معرفة سابقة بها: &مدينة،ضاحية،دولة،محافظة؛ &أستراليا،آسيا،أوروبا،إفريقيا؛ &حضانة،جامعة،صف،مدرسة؛ إن مهارة الترتيب-كما يلاحظ-تتطلب دمجاً وتكاملاً بين المعلومات والمعارف السابقة التي قد تكون متناثرة في ثنايا الذاكرة،وتضفي على هذه المعلومات والمعارف معاني جديدة تنتظم في أطر وأبنية كلية .
منقو
|