بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشتهي سجدة على ساحات مكة تسقِط الدنيا من ظهري
تنثرها ، تنزلق من كتفيّ حين ركوعي
إلى الأرض حيثما نبتت !
و دمعة في فجرها تجتثّ أسقامي إلى المنتهى ، و لا قرار !
يا الله ()
نحن أضعف من أن نحمل الدنيا على ظهورنا ، فوق أكتافنا ،
و نقلّها في عيوننا كل يوم :"
الحياة إذا جثمت على صدورنا خ ن ق ت ن ا
عيناي ، و ما عيناي ؟
تنبتان شوكا إذا تسمرتا على نافذة لا توصل إلى سماء !
ليتوجّع قلبي ، أشعر بوخزها في كل خلايا جسدي/وفكري !
عيناي لا تبحران إلا في سماء ، و لا تبصران إلا بضياءها :"
الأرض تخنقني إن عشت ثانية لها !
كم نية صادقة نحتاج زرعها في بواطننا ؛ لتكبر الجنة من حولنا !
كم سقفا فوق رؤوسنا كنا نظنه ظلا و تاجا
و لو قشعناهُ لتسلقنا إلى غيمات لا تجف ،
لاستوطنّا السماء و تغربنا عن الأرض ،
عدتنا حقيبة سفر لا تحملُ إلا ربيعا (قرآنا)
و دعوة أب و أم ، و خلا صادقا يعين على نوائب الدهر :"
لنصل إلى الجنة بقلوب بيضاء !
هل تعلم كيف يفعل القرآن في قلبك ؟
هل تبصر كيف يضيء صدرك ؟
كيف يتشعب في رئتيك هواء نقيا !
هذا الربيع الذي يورق في صدر صاحبه شاء أم أبى !
هذه الحياة التي تملكها إن طالت معه صحبتك ، يعطيك من نوره ،
يمطرك غيثه ، يقتلع جذور الأسى من عينيك !
لتبقى ضلعا صالحا للحياة ، لكل الأشياء الطيبة .
أنا و أنت ؟
من نحن ؟
عمر واحد ، حياة واحدة !
إذا طوي منها زمن فإنه لا يُرد !
تتسرب من أيدينا بشكل مباغت مخيف !
لو أن قلوبنا تتيقظ ، تثمن ما بين عينيها ويديها !
لو أننا نعلم كيف نضيع بضياع تلك الدقائق ؟
أقسم أن أرواحنا لا تحتمل ثقلين :"
لا تحتمل ثقل الحياة و ثقل الممات :"
و من ثقل بالدنيا/بالفانية صدره ، طال همه و ثقلت أخراه :"
أنا و أنت ؟
أين نحن ؟
تتعبني فكرة أن لا يجد أحدنا الآخر في دار هي خير لنا و أبقى !
أن تنعطف بأحدنا الطرقات فيفقد بعضه !
أعيذنا بالله من الخذلان ()
أين أجدك مع هذه الغربة ؟
أين تجدني ؟
فتشتًُ عنك في دعوة ،
في خبيئة لا تمتد إليها عينك !
خبأتك في صفحات النور ، فأشرقتٓ في مواسم فرح و خير !
ماذا يعني الفقد ؟
أسأل الله دائما أن لا أفتقدك دنيا و لا جنة :"
و أنا أوقن بأن أحدنا لا بد أن يفقد الآخر في رحيل مفاجئ في أجل مسمى !
هذه الحقيقة لا مناص منها !
و كلنا إلى رحيل و لن يبقى منا إلا ، ما كان لله !
كثف على قلبي هطولك
اصحبني في كل خير
فقد الدنيا مجبور و فقد الآخرة عذاب و موت :"
و لقاء الدنيا م ق ط و ع ، و لقاء الجنة باق :"
و حين تفتقدني ، كثف لأجل الجنة نبضك .
هبني يا الله ()
غيمة تنبت في صدري
تزيح عني تسربات الحياة ، مشقاتها ، ضيقها ، وحشتها .
علمني كيف آوي إليك في عسري و يسري
دلني عليك إذا تحشرج العالم في صدري
و اختنق صوت بكاءاتي و فرحي
اهدني كي لا تتيه مراكبي إليك .
آنسني بك ، بالصلاة ، بذكرك ، و اختم حياتي برضوانك .