يا ابن آدم أنا خلق جديد ، وعلى عملك شهيد
فتزود مني فإني إذا مضيت لا أعود ... إلى يوم القيامة .
كان السلف الصالح رضوان الله عليهم يقولون
من استوى يوماه فهو مغبون ،
ومن كان يومه شرا من أمسه فهو ملعون
، ومن لم يتفقد الزيادة في عمله فهو في نقصان
ومن كان في نقصان فالموت خير له
يا أبناء العشرين ! كم مات من أقرانكم وتخلفتم ؟!
ويا أبناء الثلاثين ! أصبتم بالشباب على قرب من العهد
فما تأسفتم ؟
ويا أبناء الأربعين ! ذهب الصبا وأنتم على اللهو قد عكفتم !
ويا أبناء الخمسين ! تنصفتم المائة وما أنصفتم !
ويا أبناء الستين ! أنتم على معترك المنايا قد أشرفتم، أتلهون وتلعبون؟ لقد أسرفتم !
ويا أبناء السبعين ! ماذا قدمتم وماذا أخرتم !
يا أبناء الثمانين ! لا عذر لكم
ليت الخلق إذ خلقوا عملوا لما خلقوا وتجالسوا بينهم فتذكروا ما عملوا
، ألا أتتكم الساعة فخذوا حذركم، فيا من كل ما طال عمره زاد ذنبه ،يا
من كلما أبيض شعره بمرور الأيام، اسود بالآثام قلبه .
قال الفضيل لرجل: كم أتى عليك؟
قال : ستون سنة.
قال له : أنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك يوشك أن تصل .
وقال الشاعر
قطعت شهور العام لهوا وغفلة
ولم تحترم فيما أتيت المحرما
فلا رجبا وافت بحقه ولا
صمت شهر الصوم صوما متمما
ولا في ليالي عشر ذي الحجة الذي
قضى كنت قواما ولا كنت محرما
فهل لك أن تمحو الذنوب بعبرة
وتبكي عليها حسرة وتندما
وتستقبل العام الجديد بتوبة
لعلك أن تمحو بها ما تقدما .