بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الشيخ جمال القرش / في كتابه زاد المقرئين
ومن الوصايا الهامة لمعلم القرآن الكريم :
1- التخلق بالمحاسن التي ورد الشرع بها(1)
قَالَ الإِمَامُ النَّووي رَحِمَهُ اللهُ: " ينبغي للمعلِّم أن يتخلَّق بالمحاسن التي وردَ الشرع بها، والخِلال الحميدة، والشِّيمِ المَرْضيَّة التي أرشدَ الله إليها من الزَّهادة في الدنيا والتقلل منها، وعدَم المُبَالاة بها وبأهلها(2)، والسَّخَاء والجُّود(3)ومَكَارم الأخلاق(4)، وطلاقَةِ الوجه مِن غير خُرُوج إلى حدِّ الخلاعةِ، والحِلْم والصبرِ، والتنزه عَن دنيء المكاسب، وملازمةِ الورعِ والخشوعِ والسَّكينة والوَقَار(5)، والتواضُع والخُضُوع(6)، واجتناب الضحك والإكثار من المزاح، وملازمة الوظائف الشرعية، كالتنظُّف بإزالة الأوساخ، والشعور التي ورد الشرع بإزالتها، كقصِّ الشارب، وتقليم الأظفار، وتسريح اللحية، وإزالة الروائح الكريهة والملابس المكروهة. وليَحْذَر كُلّ الحذَرِ من الحَسَدِ والرِّياءِ، والعُجْبِ، واحتِقار غيره، وإن كان دُونَه .وينبغي أن يستعملَ الأحاديثَ الواردة في التسبيح والتهليلِ ونحوهِمَا من الأذكار والدعوات، وأن يراقب الله تعالى في سرِّه وعلانيته، ويحافظ على ذلك، وأن يكون تعويلُهُ في جميع أموره على الله تعالى .
2- أن يرفُقَ بمَن يقرأ عليه
وقال رَحِمَهُ اللهُ: "وينبغي له أن يرفُق بمن يقرأ عليه، و يرحب به ويُحسِن إليه، فقد رَوَيْنَا عن أبي هارون العبْدِي قال: كنا نأتي أبا سعيد الخدري رضي الله عنهما ، فيقولُ: مَرْحَبًا بوصية رسول الله إن النبي قال: " إِنَّ النَّاسَ لَكُمْ تَبَعٌ وَإِنَّ رِجَالاً يَأْتُونَكُمْ مِنْ أَقْطَارِ الأَرْضِ يَتَفَقَّهُونَ فِي الدِّينِ فَإِذَا أَتَوكُمْ فَاسْتَوْصُوا بِهِمْ خَيْرًا "رواه الترمذي/2650 .
3- أن يبذل لهم النصيحة
قال رَحِمَهُ اللهُ: "وينبغي أن يبذل لهم النصيحة فإنَّ رسولَ الله قَالَ: " الدِّينُ النَّصِيحَةُ قُلْنَا لِمَنْ ؟ قَالَ: لِلَّهِ، وَلِكِتَابِهِ، وَلِرَسُولِهِ، وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ"رواه مسلم/55.
ومن النَّصيحةِ لله تعالى ولكتابه إكرام قارئه وطالبه، وإرشادُهُ إلى مصلحته، والُّرفق به(1)، ومساعدته على طلبه بما أمكنه، وتألُّف قلب الطالب، وأن يكونَ سمْحًا بتعليمِه(2)في رِفْقٍ، مُتلطفًا بِه(3)، ومُحرِّضًا له على التعلُّم، وينبغي أن يُذَكِّرَهُ فضيلة ذلك ليكون سببًا في نشاطه، وزيادة في رغبته، ويزهده في الدنيا، ويصرفه عن الرّكون إليها، والاغترارِ بها، ويُذكِّره أن الاشتغال بالقرءان، وسائر العلوم الشرعية، هو طريقة الحازمين العارفين، وعباد الله الصالحين،وأن ذلك رتبة الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم(4) .
4- أن يحنو على الطالب، ويعتني بمصالحه
وقال رَحِمَهُ اللهُ: وينبغي على المُعَلِّم أن يَعتنيَ بمصالح الطالب كاعتنائه بمصالح نفسه ومصالحِ ولده، ويُجرِيَ المُتَعَلِّم مَجرَى ولَدِه في الشفقة عليه، والاهتمام بمصالحه، والصبرِ على جَفائه، وسوءِ أدبه(1)ويُعذِرَهُ في قِلَّة أدَبِه في بعض الأحيان؛ فإنَّ الإنسانَ مُعرَّض للنقائصِ، لا سيَّما إنْ كان صغيرَ السنِّ(2).
5- أن يُحبَّ له ما يحبُّ لنفسه من الخير
وقال رَحِمَهُ اللهُ: وينبغي أن يُحِبَّ له ما يحبُّ لنفسه من الخير، وأن يَكره له ما يكره لنفسه من النقائص مُطلقًا، فقد ثبت في الصحيحين عن رسول الله أنه قال:
" لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ" متفق عليه، البخاري/13، مسلم/ 45 .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أكرم الناس عليَّ جليسي الَّذِي يتخطى الناس حتى يجلس إليَّ، لو استطعت أن لا يقعَ الذُّباب على وجهه لفعلتُ، وفي رواية : "إنَّ الذُّبابَ ليقعُ عليه فيؤذيني" .
6- أن يؤدب المُعَلِّم المُتَعَلِّم على التدريج بالآداب السُّنيَّة
وقال رَحِمَهُ اللهُ: وينبغي أن يؤدب المُعَلِّم المتعلِّمَ على التدريج بالآداب السُّنية، والشيم المَرضيَّة، ورياضةِ نفسِه بالدقائق الخَفِيَّة، ويعوِّدَهُ الصيانةَ في جميعِ أموره الباطنةِ والجلية