بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرجل والمرأة ومشكلة المشاكل الأزلية الأبدية التي لا يراد لها أن تحل ...لماذا ولمَ ...؟؟؟
الرجل يطالب حقوقه من المرأة كاملة والمرأة تطلب حقوقها ايضا منه ولكن ايضا تريد المساواة به ...؟؟؟
هذه معادلة غريبة التركيب وصعبة التنفيذ...ومؤلمة بكل المعايير في الواقع الذي نعيشه في حياتنا اليومية ونراها جلية في وجوه كل الرجال والنساء...ولا أحد راضٍ عما هو فيه ولا عن وضعه ...ولا هو مقتنع داخليا أو حتى خارجيا بما قسمه الله له...سبحان الله ...!!!
أتعجب وأنا أتلفت من حولي وانظر في وجوه رجال أعرفهم ونساء كذلك ...أيضا في وجوه شباب وشابات ... !!! أيضا ويا لا سخرية المواقف في وجوه حتى الأطفال من البنات والأولاد...!!!
آثارت شجوني كل هذه الألام وكل هذه الأسئلة التي سوف أشرككم بها... علنا سويا نجد حلا يريح الجميع أو حتى يصل بهم لحل نحاول به معالجة هذا الواقع الذي نحياه ولا تعرف كيف سوف نرضى في النهاية؟؟؟
المهم سوف أبدأ هذا الموضوع معكم بقصة قصيرة ولكن واقعية جدا وكأننا عايشناها سويا ونقف ونحاور ونتجادل ونتوافق والله الموفق من قبل ومن بعد ليهدينا سواء السبيل ونسأله سبحانه وتعالى أن بفيض علينا من فيوضات رحمته أن يلهمنا الصواب في هذا الأمر...جلست في مقعدي الذي احب ان أجلس فيه بعد الصلاة واسبح لله ولكن لفت أنتباهي صوت أبني وابنتي وهما يتصارعان بأصواتهما ويتشاجران مع بعضهما البعض ففزعت من علو صوتهما ...وقلت من مكاني أني هنا فاحترما وجودي حتى ولا يعلو صوتكما وحاولا النقاش بهدوء والتفاهم مع بعضكما البعض ...فهذا لا يصح أبدا (ابني في العشرين وأبنتي في السابعة عشرة من العمر...) ولكن قبل حتى أن أتم عباراتي رأيت وكأن موجة عارمة من الصراخ أغرقتني تماما في وسطها !؟ ولا أجد منفس اتنفس منه حتى أستطيع تخطي هذه الموجة...!!!
فوجدتهما فوق رأسي وهما يتبادلان الشكوى غير بعض الكلمات التي لا داعي لذكرها ولكن ما صفعني على وجهي صفعة قوية هو رد أبنتي على اخيها ...!؟!؟!؟ من أنت حتى تتحكم في ؟؟؟ ما تحاولش تعمل راجل علي ...!!! وبعدين أنا زيي زيك ...وأشمعنى وأشمعنى وأشمعنى ...ومليون أشمعنى ...وهو يرد عليها كده عشان أنا راجل وأنت بنت ولازم تسمعي الكلام وتنفذيه عشان دي مصلحتك ...ومفيش نقاش وتسمعي الكلام بالحرف الواحد...!!!!!!!
أنا كسيدة في بيتها لم أتشاجر مع زوجي في يوم من الأيام أمام أبنائي (مع أننا تشاجرنا مئات المشاجرات وهذا عادي جدا...) بل حتى لو علا صوته كنت احاول ان أمتنع عن الرد تماما حتى لا اثيره فيعلو صوته أكثر هذا -ليس كرم اخلاق مني 100%- بل خوفا وحبا في عدم سماع أبنائي لما يحدث بيننا ...!!! حتى لا يتأثرا بشجارنا أو يؤثر على حالتهما النفسية أو يفزعا ...ولكن يكبر الأولاد ونعتقد ان ما زرعناه فيهم وعلمناهم إياه هو قمة الأدب وقمة حسن التربية بكل جهد أوتينا ..لأننا نريد ابناء شبه مثاليين مع احترام الزمن وتغيراته التي تحدث ونحاول تطبيق ما ربينا به وعليه من أخلاق حميدة مع تطويرها بتطور الزمن والعلم والمعرفة وما اكتسبناه من خبرات سواء على الصعيد العائلي أو من المجتمع الذي نعيش فيه... ولكن...نصطدم بأننا مهما بلغنا من العمر والخبرة فاننا لا زلنا قاصرين ...مقصرين...!!!؟؟؟
فينا عيوب تنساب منا وبدون وعي لها ...لتحاول الالتصاق والتغلغل في نفوس ابنائنا حتى لو لم نرد هذا ...! ولكن هذا يحدث فعلا ونفاجأ به وكأننا لا نعرف هذا ...؟! أو لم يصدر منا شخصيا ...! أو كأنه شئ غريب نسمعه أو نراه لأول مرة أو كأنه لم يصدر عنا إطلاقا...؟! نلعب أدوار ليست لنا ...وما هي النتيجة؟؟؟
نعم ...الرجل يريد امرأة كما وصفها الله والرسول اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه وأزواجه وذريته أجمعين وتكون له كما أمر ...وينسى ...أو يتناسى أو أنه غير واعي بالمرة...!؟ المرأة ماذا تريد ؟؟؟ تريد الرجل الذي يكون كما الرسول الكريم اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه وأزواجه وذريته أجمعين ...وأيضا هي الأخرى تنسى أو تتناسى ...أو غير واعية بالمرة...
ولكن هل المرأة كذلك ؟؟؟ التي يطلبها الرجل ؟؟؟ هل الأحوال وما يحدث الآن من أحداث حولنا وثقافات وصغر العلم وتواصله الغير الطبيعي الآن عبر شاشات التليفزيون أو وسائل الإعلام الأخرى واختلال الموازين الواضح للعين المجردة يتيح باخراج هذه المرأة؟؟؟ كذلك بذلك الرجل ...؟؟؟
لقد تداخلت ثقافات متنوعة وحضارات وعادات وتقاليد متنوعة في بعضها البعض وتشابكت لحد عدم التمكن من فضها من بعضها البعض...في مجتمعنا الشرقي...العربي ...المسلم ...وضاع وتاه الإسلام ...الدين القيم ...وبات غريبا في بيته ...!!!
لقد حاولت وجاهدت وتعبت حتى أربي أبنائي بما يرضي الله وعلى ما أمرني به الله بقدر استطاعتي وفي نفس الوقت أحببت أن يتعلم أبنائي على أعلى وأحسن مستوى من التعليم ...ويا ليتني تنبهت ولكن حتى لو تنبهت ماذ كان بوسعي فعله في نظام دولة ...تحاول بكل جهدها من تدمير أخلاقيات مجتمع بأسره وذلك من خلال ما تبثه من سموم فيما تعلمه لهؤلاء النشأ...!؟!؟!؟ ليس فقط هذا وما تبثه وسائل الإعلام ...!!!
كل هذا تضافر وتكالب على ما نعلمه نحن في بيوتاتنا ويحاول هزمه أو محوه أو حتى الشوشرة عليه إن لم يستطع هذا أو ذاك...!!!
الرجل يطلب القوامة على المرأة ولا يتحمل مسئوليته التي كفلها الله به من التكفل بأهله وبيته بل يطالبها أن تعمل لتعينه على مصاريف واعباء الحياة وفي نفس الوقت يطالبها بكل ما عليها من التزامات في البيت من تربية ابناء وواجباتها نحوه شخصيا وبيتها والتزاماته ...يريدها أن تلعب دورا ليس دورها ...العمل بخارج المنزل...!!! وان تلعب دورها الرئيسي أيضا في نفس الوقت !؟
أو انه لا يريدها أن تخرج للعمل وان تقر ببيتها ولكن يهضمها حقوقها بعدم الاهتمام بها أو الحنو عليها لأنه لا يعرف من الأصل ما هي الحقوق والواجبات التي أمر الله ورسوله الكريم اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه وأزواجه وذريته أجمعين بها...!!!؟؟؟
هي تخرج للعمل للشعور بأنها نصف المجتمع ( هذا ما تتعلمه منذ نعومة أظافرها سواء في البيت أو المدرسة أو من خلال وسائل الإعلام ورؤية ثقافة وفكر لا يمتا للشريعة السمحاء بشئ ) والمساواة بينها وبين الرجل...!؟!؟!؟
ولكن لتثبت للرجل بانها جديرة بأن يحترمها ويقدرها من زواية ضيقة جدا (وجهة نظرها التي كونتها عبر السنوات من عمرها) وهي عملها وكينونتها في المجتمع وتزاحمه في الوظائف وتلعب ذلك الدور الذي ليس لها من الأصل ولم تفوض به إلا في حالات قصوى حددها بصراحة ووضوح الدين...!؟ أو لاتريد الخروج ولكن تخضع لرغبة الأهل أو الزوج للخروج ...فيكون انتقامها لا شعوريا بالنقمة والانتقام ممن أرغموها على هذا ...!؟!؟!؟
هذه هي مآساتنا التي نعيشها يوميا وما أدت وأودت إلى تدهور أحوالنا وأمتنا الإسلامية إلى أدنى حالات التدني لها والكارثة التي نتجت عنها فاقت كل الكوارث...!؟!؟!؟
سواء الطبيعية أو غيرها بعد عهد سيد الآنام اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه وأزواجه وذريته أجمعين وصحابته الكرام وهيكارثة لعب الأدوار ...!!! للرجل والمرأة وأدوار ليست لهما ...!!!؟؟؟
أدوار ليست للعب ...!؟!؟!؟
ما هي الأدوار التي لعبتها المرأة ولعبها الرجل ليست لهما من الأصل...؟؟؟