بسم الله الرحمن الرحيم :
وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ
عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً [الإسراء : 16]
الحمد لله وحده ولا إله سواه إرغاماً بمن جحد به وكفر
والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه المصابيح الغرر
من يقرأ هذه الآية لعله يمر عليها مرور الكرام تماماً .
تبدأ الآيه بـ : وإذا أردنا ... ( لن أدخل بشرح لغوي وإعرابي أبداً ) ولكن
سنشرح الآية بكلمات سهلة .
إذا أردنا : يعني أن هنالك أمر يريده الله سبحانه وتعالى أن يفعله بنا ولكن من
الممكن أن يكون هذا الأمر ناتج عن سبب آخر ( والأكيد هو عدم عبادة البشر )
يعني الغاية هي إذا اردنا بعد أن كفر البشر والمخلوقات ....
لذلك الغاية من هذا الأمر تهديد هائل جداً ... ( وياليتنا نفهم ) .
أن نهلك قرية ( إعجاز ما بعده من إعجاز ) قرية هي ساحة صغيرة كثيراً ..
أليس عالمنا قرية بظل ما أصبحنا من تكنولوجيا إخوتي أليس الآن انا من بلاد
الشام اتصل بكم وكلنا نتصل بلحظة ببعضنا فوراً وهذه قرية صغيرة أمام الله ...
وأين نحن من جناح البعوضة .... بل لعلنا أصغر من قرية .....
إذا ً التهديد واضح قرية صغيرة ماذا يفعل بها الناس لنرى ! ...
يقول الله ( امرنا مترفيها ففسقوا فيها ) كيف يأمرنا الله بالفسق ( معاذ الله ) ....
ولكن سبق الفسق والأمر كلمة هي الترف ....
ماهو الترف :
كهرباء ( تغنينا عن كل شئ فإذا اردت شاي احضره بظرف ثوانٍ عدة وإذا أردت
هواء بارد بظل الصيف أشغل المكيف وأحصل عليه و هكذا من الترف ما لا نهاية له) .
ومن الترف أن الطعام أصبح لا يعد ولا يحصى و قد أصبح الترف أننا ننقل من مكان
إلى مكان ونحن نقرأ ولا نذكر الله بل نتسلى بقراءة مجلات وأخبار ومن الترف أننا
تركنا الصلاة جماعة ضمن المسجد ومن الترف أننا تركنا الصيام ثلاثة أيام كل شهر
بل من الترف أننا نهتم بأشكالنا أكثر ما يهتم به المرء ولا نتبع السنة الشريفة ومن
يتبعها يقال عنه ( مجنون أو مختل عقلياً ) .. سبحان الله ...
ومن الترف أننا نأكل ضمن بيوت نظيفة ومن الترف أننا نتسلى بالشبكة وقت التعب
أي نريد ان نروح عن انفسنا ومن الترف أننا نحن من نتحدث عنهم نحن نحن .
يعني أنا لا اقول عن اللذين يرتكبون الفواحش بل عنا نحن المسلمين الذين يمارسون
دينهم ويعتقد بأنهم اكثر الناس تديناً ....
طيب إذا كانوا هؤلاء يترفون فما حال من خالفهم من انواع الترف التي لا تعد ولا
تحصى ... يا ويلي ....
ففسقوا إذاً بعد الترف فسق والعياذ بالله ... لذلك كان ينبهنا سيدنا محمد صلى الله
عليه وسلم من الترف ومن النعومة بل كان ينادي إخشوشنوا .... دليل على أمر
مخيف يتبع الترف والعياذ بالله وهو الفسق ( يعني النفاق ) ...
هل هنالك من ألم بحياتنا ... اكيد لا .. كل شئ حولنا لا منغص لنا إلا الأخبار
وهيهات هيهات من الأخبار التي لا تهدم إلا النفس حتى تكثر من الترف إبتعاداً
عن الدين يقول المرء دعني من الأخبار وسأذهب للتنزه قليلاً لعلي انسى ؟؟؟؟؟؟
سبحان الله يريد المرء منا النسيان بالترف ... وليس بذكر الله .
فحق عليها القول ... ماهو القول أنه دمرها بفسق أهلها ...
لذلك لا اجد أكثر من الترف الحاصل هذه الأيام لنا وخاصة لنا نحن المسلمون
آخر شئ اود ان اقول أني كل يوم استيقظ أشعر بأني اكثر سوءاً من الذي سبقه
وخاصة أني اعتقد بأننا ننزل للهاوية ....
ترى متى الدمار الذي سيحق علينا والعياذ بالله من كثرة ذنوبنا وعدم تصديقنا
لديننا و عدم الجهاد في سبيل الله وعدم فعل كل ما أمرنا به الله ....
اللهم لا تعذبنا تبنا إليك سبحانك .