-*™£ منتدى آل شراحيل بفيفاء£™*- - عرض مشاركة واحدة - موضوع خاص بمهرجان البن العربي الخولاني الذي سيقام خلال شهر محرم 1435هـ.

11-29-2013, 10:23 AM

مقتبسات من سيرة البن الخولاني!
تطلعات وآمال في المهرجان الاول للبن الخولاني

كتب / محمد مسعود الفيفي - تصوير حسن جابر الفيفي وعبدالله سالم الفيفي -
مقتبسات من سيرة البن الخولاني!

استطلاع أعدته صحيفة فيفاء أون لاين

بمناسبة الانطلاقة الأولى لمهرجان البن الاول في جبال جازان

بعد الغياب!!

•• ليس جديدا على مرتفعات خولان أن تحتفي بشجرة البن، فطالما عُرِفَتْ بأنها الموطن الأصلي لأجود أنواعه مطلقا، فتميز بجودته العالية ومذاقه الأروع بين أصناف القهوة التي تنتجها المناخات الأخرى، واكتسب شهرة واسعة فأطلقوا عليه البن الخولاني، ليكون السلعة الباهظة في سوق القهوة وليتفاخر به المستهلكون أمام ضيوفهم كدليل على اليسار والاقتدار المادي والرفاهية.

والبن الخولاني نسبة للجبال التي تقطنها قبائل خولان وتتوزع على الجبال الواقعة شمال صعدة في الجانبين اليمني والسعودي وإليها يقصد عند نسبة هذا البن للنطاق الجغرافي الذي ينتجه .

لقد بقي البن الخولاني غائبا عن الحدث منذ تم منع زراعته وتصديره مستهل القرن الثاني عشر الهجري لأسباب لم يتم توضيحها للمزارعين وتجار القهوة آنذاك ولا يمكنني التكهن بها، غير أنها لا تخرج عن أن تكون اقتصادية بحتة كالعوائد الجمركية على واردات البن من الدول الناشطة في تصديره والانتاج المحلي يحرم خزينة الدولة من العوائد الجمركية التي تجنيها عن طريق السلع الواردة.

وربما يرجع السبب لصدور فتوى بتحريمه ومنع تداوله والله أعلم، والذي يعنينا هنا أن هذا الحدث في تاريخ البن الخولاني كان نقطة تحول في زراعته وإنتاجه ولو بصفة مؤقتة لم يلبث أن تجاوزها وعاد لسابق عهده.

في جولتنا الاستطلاعية هذه التقينا بعدد من المزارعين والمهتمين بالشأن الزراعي ونقلنا آراءهم وذكرياتهم وأعدنا صياغتها لتواكب الحدث وتؤدي الغرض الإعلامي المرجو منها فكان لقاؤنا الأول مع يحي حسين الفيفي

ماء السماء!!

•• الذي قال ظل إنتاج البن في جبال خولان رهن الأمطار الموسمية التي قد تفيض وقد تشح، أما الجفاف والقحط الذي عادة ما يضرب هذه المناطق الجبلية بصفة متفاوتة فكان كفيلا بخلخلة غاباته وتحويلها لمحتطب يفيض عن الحاجة، لأن شجرة البن معروف عنها عدم مقاومة الجفاف واستسلامها السريع للموت عطشا.

إذن فزراعة البن الخولاني تعتمد على مياه الأمطار بشكل كامل، في تضاريس صخرية شديدة الانحدار مما يستحيل معها إيجاد المصادر المائية لسد حاجة الاستهلاك البشري فضلا عن سقي غابات البن، ولعل جودته وتميزه اكتسبها من كونه يعتمد على مياه الأمطار فحسب.

الإنتاج.

•• اما المواطن يحي شريف العبدلي فقال ان زراعة البن في المعتاد تخضع لنسبة لمياه الأمطار الموسمية وفرة وشحا وتقدما وتأخرا، وتساهم الأمطار بين يونيو ويوليو في مرحلة الإزهار لشجرة البن فإذا نجا وسلم من الغُبْرَة الموسمية التي تثيرها رياح الصيف واكتمل الإزهار فإن حصاده يكون وفيرا بإذن الله عند تمامه بين اكتوبر ونوفمبر، وفي هذا الصدد جاء ضمن أهازيجهم الزراعية :

يا داثمٍ عل ضمد شوّقني تعكّارُه
شعابه لـ امزرع وا يمهد البن وازهارُه
والدَّثِمُ : الغبار.

وهنا يستبين لنا أن البن لا يثمر سوى مرة واحدة من كل عام. ولعل مراحل اثماره من المناسبات السنوية التي تبقى محفورة في الذاكرة حيث تحتشد مظاهر الإبداع والجمال المتناهي في خلق الله جل شأنه.

الغابة وقنينة العطر!!

•• يقول يحي حسن الغزواني تتحول غابات البن إلى اللون الأبيض الناصع في مرحلة الإزهار فتكتسي الأغصان برداء كثيف من الزهر الأبيض الشبيه بالياسمين البري إلا أنه أكثر سماكة منه ويشف عن حجم الثمر الذي سينمو مكانه بعد سقوطه في فترة لاحقة، فينشر عطرا سخيا بالشذى النبيل وخصوصا في الليل، ويبقى على هذا الحال فترة قد تمتد لأسبوعين كرنفالا بهيجا يضج بالبياض والعبير ومشهد آخاذ لشجرة البن التي تمنح المنحدرات وساكنيها فيضا من النقاء والعطر.

النضج وموعد مع البنفسج!!

•• في المواسم الوفيرة تنحني أغصان البن تحت ثقل الثمر فيعمد المزارعون إلى دعم جذوعه بأعتاب مناسبة من أشجار الغابة لمنع انكسار الفروع الأكثر انحناء.

ولن يكون مشهد النضج أقل جمالا وروعة عن الإزهار حيث تتحول الثمرة من اللون الأخضر إلى اللون الوردي كدليل على النضج ( التمام) فيتحول الحقل إلى لوحة بديعة من البنفسج المزخرف بالإخضرار، وثمرة البن حين يكتمل نضجها تكتسب اللون البنفسجي الغامق وتكون سكرية المذاق الأمر الذي يغرينا ونحن صغارا للتسلل تحت فروعها الدانيو ونتناولها كفاكهة لذيذة لاتقاوم، وهنا يبدأ الجني ومرحلة التجفيف والحفظ.

فارس جديد ينافس البن .

•• يقول محمد حسن الغزواني 85 عاما لقد عاش البن متسيدا المدرجات الزراعية لجبال خولان عموما، لكننا هنا نتحدث عن الجانب السعودي منها وهي الشمالية التي نعني بها جبال بني مالك، وجبال فيفا، وجبال الحشر ومنجد من هرب، وجبال العبادل وسلى، وجبال بالغازي وأشهرها مصيدة، وغيرها من الجبال التي تقع في ذات النطاق الجغرافي وتتبع أمارة جازان، كل هذه الجبال كانت الموطن المزدهر لشجرة البن حتى صدور الفتوى بالتحريم للقات ثم منعه من التداول في الأسواق كسلعة ثانوية، فكان هذا الحدث بداية النهاية لشجرة البن وبدأ نجمه بالأفول حينما لاحظ المزارعون ذلك الارتفاع الخيالي في عوائد القات، فانهالوا على غابات البن بالفؤوس وانتزعوا جذوره المعاول وتهاوت جذوعه الاسفنجية البيضاء وتحولت إلى حزم من الحطب اعتبارا من أول سنة ١٩٦٧م ولم تدخل سنة ١٩٧٣م إلا وقد تلاشت زراعة البن على مستوى جبل فيفا، وامتدت الظاهرة لتشمل الجبال الأخرى إنما بنسب متفاوته لم تصل درجة الأنتشار الذي حققته زراعة القات في جبال فيفا التياعتاد مزاع البن فيها انتظار المحصول نهاية كل عام، مع ما يهدده من الجفاف وندرة المطر وهو الأمر الذي لم يجده في شجرة القات التي يستمر انتاجها على امتداد العام تقريبا أو لنقل في فترات متلاحقة من السنة مع عوائد لا تقارن بعوائد البن، مع ما لاحظه من تحمل شجرة القات وتجاوزه مواسم القحط بخسائر طفية لاتذكر.

واعتمدت خولان على البن البرازيلي إلا من النوادر بين المزارعين الذين اكتفوا بزراعة مدرج أو مدرجين فلا يتجاوز إنتاجه بضعة كيلوات كل عام.

كي يستعيد البن مجده!!

الدكتور سعيد بن قاسم المالكي يرى
•• أن المزارعين في هذه الجبال بحاجة ماسة لمن يسمع منهم جيدا سواء من يزرع القات أو ذلك الذي يزع البن على حد سواء، فالجميع يدرك مدى أهمية تدخل التنمية بصورتها الحقيقة لهذه الجبال مع توفير حياة كريمة ورفاه معيشي مثالي أسوة بأخوتهم في مختلف المناطق، وكل مواطن يعيش بين الضباب في هذه القمم الشاهقة يتطلع من ولاة الأمر إلى لفتة أكيدة تصوّب باتجاهه هو فتضع ثقافته الزراعية وموروثه المهني الذي يدور في فلك الأرض والزراعة ليقتات ويعيل ويتفاعل مع الأرض بما ينفع الناس، ولا شك أن الخطوة الأولى في هذا الصدد تكمن في تفعيل فكرة التعويضات بصورة تضمن استعادة بياض زهرة البن وعبيرها التي غابت عن كثير من تلك الحقول زهاء أربعين سنة خلت .

لقطات.

•• كان العثور على حقل من البن من أجل توفير اللقطات أمرا في غاية الصعوبة وكنا نستوقف الناس ونسألهم هل تعرف مكانا يزرع فيه البن؟ وكان الجبل طولا وعرضا غابة بن وارفة.

•• أعيانا العثور على لقطات مناسبة لمرحلة الإزهار لشجرة البن ولهذا لجأنا للإرشيف.

•• وأخيرا نعتذر من الضيوف الذين التقيناهم فاختصرنا حديثهم أو اهملناه عند النشر وذلك لأسباب فنية بحتة.

عابرسبيل